السلوك الصبياني لآل سعود في تحركهم الأخير بإتجاه اليمن، هو إستمرار للنهج الذي ساروا عليه ضد الإسلام والمسلمين العرب، معتقدين بأن الحيلة ستنطلي على أحرار المنطقة العربية، التي باتت تدرك تمام الإدراك، أن المملكة الوهابية السعودية كما نحب تسميتها، إنما تنفذ أجندات سيدها الأول والأوحد أمريكا، وحليفها الإستراتيجي الخبيث إسرائيل.
الخوف العربي من إيران ليس مبرراً، للتدخل بهذا المستوى من التحرك العسكري السافر في الأراضي اليمنية، مدعومة لوجستياً وإستخباريا وإعلامياً من قبل أمريكا وبعض حلفائها، والحجة هو التمدد الحوثي لمنطقة سلطة الرئيس المستقيل عبد ربه هادي، الذي إنحرف بعمله السياسي عن مخرجات المشروع الوطني، متوهمة بأنها ستعيد الشرعية للرئيس المخلوع.
الجامعة العربية التي تعقد قمتها السادسة والعشرون في شرم الشيخ، بدت وكأنها مجلس عزاء، بسبب وفاة الضمير العربي، لأنها لم ولن تأتي بشيء جديد، فمنذ ما يقارب السبعين سنة على تأسيسها، وجميع الحكام والرؤساء، وأصحاب الفخامة والمعالي، بات حضورهم لدفع ثمن السكوت، وتقديم الولاء ليس إلا، هذا إن كانوا عرباً!.
دعوة رئيس الجامعة العربية، لتنفيذ الميثاق القومي للدفاع المشترك أضحوكة بائسة، لأنه تناسى شيئاً مهماً، وهو أن العرب يمتلكون درعاً قومياً نزيهاً، يدافع عن البلدان العربية بكل قوة وبسالة، ويحفظ الكرامة أينما حلوا بغض النظر عن مذهبهم، وقوميتهم ودينهم، إنه درع الجزيرة المقدام! ألم يسمع به نبيل العربي من قبل!
افواه الحكام في هذا المؤتمر العادي وليس الطارئ تنتظر العطايا والهبات، لضمان البقاء في المناصب، ثم أن القاعة تتلألأ بالأرانب الوديعة، التي تغازل المخططات العالمية، لتنفيذ أجندة الإنقسام العربي، والإبتعاد بقوة السلاح عن الشريعة والشرعية، والمحصلة أن القمة سواء أعقدت أم لا؟ فالوضع باق على ما هو عليه عند العرب.
المتابع لكلمات القادة العرب في مؤتمر شرم الشيخ، يلاحظ ان مفردة القومية، برزت في خطاباتهم الزائفة أمام وسائل الإعلام، وهو تكرار لأناشيد زعماء رمى الزمان بهم في مزابل التأريخ، مثل عبارات الوحدة العربية، فجنون العظمة الذي يتعامل به هؤلاء السفاحون، يتطلب قول هذه المفردات، كفرض واجب، لأنهم قادة كما يدعون!.
الفيلم العربي أفواه وأرانب، حاز على إهتمام كبير وقت عرضه ولا زال، فالمآسي والويلات التي تعانيها الشعوب المضطهدة لا تنتهي إلا بالتضحيات، والذين يواجهون الرصاص بصدورهم، هم الذين سيحررون البلدان من الطواغيت رغم التحديات، التي يحاول الأعداء زرعها أمام الأحرار، لكي تكون الشعوب كالأرانب الجائعة، لذا تضطر لتقديم ولاءها لأسيادها.