18 ديسمبر، 2024 7:22 م

الجامعات وتجسيد مبادئ رسالة كربلاء

الجامعات وتجسيد مبادئ رسالة كربلاء

ملحمة كربلاء التي تتجدد كل عام منذ آلاف السنين, وما تتضمن من دروس ومحاضرات, عن كيفية التمسك بعقيدة الإسلام, وما تضمن القرآن الكريم, والدروس الجهادية, لأبطال هذه الملحمة, وكيفية حب الأخ لأخيه, والتماسك والتضحية, والقيادة والشجاعة .

دروس وعبر تجتمع بها معركة الطف, يعجز الفكر البشري أن يقف أمامها ويراجعها, فيتبين له أنها ليست من صنع الإنسان, وكيف إجتمع ضدان؟ أحدهما يتضمن الخير وما يحتويه, والثاني يحتوي الشر وما فيه, كيف يتعامل من يحتوي على كل معاني الإنسانية, والأخلاق الحميدة, وما أمر به الباري مع من تجرد من كل معاني الإنسانية, ويحمل حقدا دفينا وسياسة ماكرة؟ تهافتت القلوب أمامها رغم خشيتها من الباري, إلا أن التضليل والجهل, وقلة الوعي أصابها .

مخالف أسس الإسلام, وما جاء بالكتاب المنزل, وسعى للتضليل فهو كافر, ويبتعد عن رحمة الباري, ويقترب من شفا هاوية نار جهنم, التي أعدت للكافرين, سواء كانت هذه الأعمال سرا أو جهرا, وبما أننا مسلمون فنحن حسينيون .

جميعنا نعلم لا يمكن الفصل بين الإسلام والإمام الحسين (عليه السلام), إذا عندما نتظاهر بحبنا لسيد الشهداء, وينتابنا الحزن والألم في أيام تاسوعاء وعاشوراء, هذا يعني أن مبادئ الإسلام قد غرست في قلوبنا, ودموعنا التي تسيل تعني أنها أثمرت, ونسقيها بماء عيوننا, كل ما مر هذا المصاب بخواطرنا, ونجمل أجسادنا ومبانينا وطرقنا بالسواد, نعبر أننا نخشى الباري, لما فعل أعداء الإنسانية بخير عباده .

يرى العزيز الجليل ما نبدي وما نخفي, فعندما ترتدي الأجساد السواد, أو ملابس الحشمة والوقار, فذلك من عمل الرحمن, وما أمرنا الباري, بإخفاء ما يتصف بالخصوصية, والشيء الخاص يعني ما يتم إخفاؤه عن العامة, ويتصف بصفة التملك, لكل إنسان أشياء خاصة, أقل أهمية بكثير عن الجسد, يخفيها ويحذر كل الحذر أن يراها أحدا, أو يعبث بها, وهي عندما تكشف لا تدرج ضمن السيئات أو الحساب, مثلا عندما تطلب من شخص أن تطلع على شيء خاص به, كالهاتف المحمول, أو دفتر مذكراته, أو أي شيء خاص يرفض رفضا قاطعا, رغم أن هذه الأشياء غير محرم أن يراها الشخص الآخر .

كل الديانات السماوية, وديننا الإسلام, تحرم كشف الأجساد, والتبرج في الأماكن العامة, والحرم الجامعي, وحافلات نقل الركاب, والسير في الشوارع, محاسبين عليه يوم الحساب, فهو معصية, و عصيان أمر الخالق كفر .

التطور السريع, والغزو الثقافي, ومحاولات أعداء الإسلام, لتجريدنا من أخلاقنا ومبادئنا, وما آل إليه ديننا الإسلامي, من أسس وقواعد رصينة, تحافظ على الفرد من جميع النواحي, هيأت أفكار إنتشرت بين الشرائح المثقفة في الكليات والجامعات, تشير للكفر والإلحاد, أطرت بمزاعم مختلفة, منها أن حرية الفرد تتعلق بإرتداء ما يشاء من ملبس, أو أن الحرية الفردية إخراج أجزاء الجسد ليراها العامة, رغم أنهم يعلمون هذا محرم, ومخالف للشريعة, ومن مبادئ الحرية, أن لا تتنافى مع الأسس العقائدية, والأعراف الإجتماعية .

طموح كل خريجي الجامعات, أن يحصل على عمل محترم يقتات منه, ويؤسس أسرة محترمة, فعليه أن يبني أساسا محترما خلال فترة التعليم, وكل العقائد والديانات تدعو لذلك, فلا تجعل من جسدك وشعرك يرسمان شكلك النهائي, غرس بأخلاقك, الكثير يعرض إعلان لأزياء, و أخلاق شعوب بعيدة, عن أسس العقائد والديانات في بلدنا, ولا يشعر مخالف الأسس في المجتمع .