19 ديسمبر، 2024 10:38 م

تغيرت الأحوال والجاسوس هاتف جوال.
كانت الجاسوسية بدائية الوسائل , ويمكن القبض على الجاسوس بسهولة , لوضوح وسائل الإتصال وآليات كشفها , والرسائل كانت مجفرة أو بالحبر اللامرئي , وغيرها من الأساليب التي عفا عليها الزمن.
وما أن أطل القرن الحادي والعشرون , وإذا بنا نعيش عالما آخر , فوسائل الإتصال برمتها تتجسس عليك حتى السيارة التي تقودها , والهاتف النقال جاسوس في جيبك.
وعندما تسير في الشوارع ترصدك عدسات الكامرات , وتصطادك إن قمت بنشاط مخالف للقانون.
فعيون الكامرات , ورقابة الهواتف ووسائل التواصل كلها تساهم في تدوين حياتك من أولها لآخرها.
وقد بلغت بعض الدول المجنونة تقنيا ذروة الإقتدار على المراقبة والرصد , وتسجيل المعلومات عن أي شخص في اية بقعة أرضية.
فما عادت الأمور خافية , بل كل شيئ تعرّى وأصبح جليا للعيان.
أقمار إصطناعية ترصدنا , وتصورنا وكاميرات تتعرف علينا من بؤبؤ عيوننا , وكل مَن عليها بان , ومنزوع الثياب والأكمام.
وسيبلغ الأمر أن أفكارنا سيتم تسجيلها , وستعرف الآلة ما يدور في رؤوسنا , وسيتم القبض علينا إن حوت رؤوسنا فكرة مخلة بالسلوك العام , أو نريد القيام بما لا تحمد عقباه.
إنها المجنونية التقنية التي إنطلقت من مكامنها كالبركان الهائح , ولن تتوقف ما دامت العقول منهمكة بإستيلادها ما هو أكثر جنونا , وقدرة على الدخول في تلافيف العناصر المكوّنة لوجودنا المادي.
فهل ستجني علينا عقولنا , وهل ستستعبدنا الآلة , ويموت فينا الإنسان؟
فنحن على أبواب ثورات خارقة في ميادين الذكاء الإصطناعي الذي ربما سيحيلنا إلى نفايات!!
د-صادق السامرائي

أحدث المقالات

أحدث المقالات