“الجائع والفقير” كلمتان عهدتهما البشرية منذ الأزل , ولا يزال ترددهما في عصرنا الذي تجاوزت أعداد البشر الثمانية بلايين , وبتناسب طردي يتزايد الفقر والجوع في الدنيا.
لماذا جائع وفقير؟
لماذا لا نتساءل عن الأسباب ونأنس للتفاعل مع النتائج بآليات قاصرة؟
حسب تقارير الأمم المتحدة يموت كل يوم (25000) من الجوع , ونسبة الفقر في العالم تصل إلى نسبة (11%) , و(770) مليون يعانون من الجوع , والمعلومات تتغير وفقا للسنين , وربما تضاعفت الآن.
محور المقال إغفال العوامل المؤدية إلى كوارث الجوع والفقر , فلا توجد إقترابات معالجات , بل آليات إدامة.
الكتب السماوية وكلمات رموزها لا تحدثك عن كيفيات القضاء على الفقر والجوع , بل وكأنها تحسبها من ضرورات المعتقد , والوسائل المهمة لإشاعة الأمل والتمسك بمنطلقات الدين.
فالفقر والجوع والجهل من دواعي البقاء , والإستسلام للآفات والقهر والحرمان , وكأن سوء الحال يلاقي قبولا , وتسويغا من قبل الرموز الدينية التي تمتص دماء وحقوق البائسين.
لا أعرف جوابا , لكن الصين تدّعي أنها تحرر من الفقر (15) مليون مواطن كل عام , وفي بعض المجتمعات الغنية بثرواتها الطبيعية , يزداد عدد الفقراء والجائعين كل عام عشرات أو مئات الآلاف.
فأين الخلل , في الدين , بأنطمة الحكم , أو بالإنسان نفسه؟
ربما لا نحتاج لجواب تحليلي تبريري , وعلينا أن نفعّل آليات القضاء على الفقر والجوع , ومنها الزراعة وإحترام الشجر , وتشجيع العمل والإنتاج الفردي والجماعي , فالصين كانت من أشد المجتمعات فقرا وجوعا , وتسيّدت بقدراتها الفردية المتفاعلة , وبطاقاتها الإنتاجية المتنامية.
فهل سنتعلم من الصين؟!!