1 ـــ سقطوا وموجة الثورة في علوها, لا شيء أعلى منها وصومعتها وطن, جرب البعض والبهائم لا تطير, البعث شلل في الزمن اللابعثي, تقمصوا صيغة القاعدة وداعش والنصرة والنقشبندية, فجروا أنفسهم بين ابناء واحفاد المقابر الجماعية, اوراق شباطية احترقت للمرة الألف, سقطت اشلاء فضائح جرائمها في ساحات التحرير, وسقط الأخرون من صيادي المكاسب المجانية, نعشهم يرطن من كهوف التاريخ شعارات مشفرة, لا يحل رموزها, جيل العفوية الوطنية والوعي الفتي, فقيه القبعات الزرقاء “وبطات” البيت الشيعي, حاول الصعود ايضا, فتكسرت مخالبه في اول خدش له على جسد الثورة, فسقط في حضيض فضائح ملفقات فساده وارهابه الأزرق, الثورة هي العراق ينهض في الجنوب والوسط, وعليها ان تحذر من نفسها على نفسها, فبقايا المتسلقين سيسقطون لاحقاً, ويبقى ثوار ساحات التحرير, موجة غدنا الجميل.
2 ـــ الأحزاب الشيعية خانت, او ربما كانت خائنة أصلاً, فجعلت من مذهب الفقيه الأيراني, خنجر في خاصرة الله والوطن, الأحزاب الكردية لم تتحرر من تاريخها, في انهاك الدولة العراقية وابتزاز العراقيين في ثرواتهم وارزاقهم, واحزاب سنة من يدفع, ادمنت طائفية الأرتزاق دون رجعة, هذا الثلاثي الكريه, ذاته الذي اغتال ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وتصفية زعيمها الوطني عبد الكريم قاسم, ذاتهم يشتركون الآن في قتل انتفاضة الأول من تشرين الوطنية, جميعهم خانوا قضاياهم وخذلوا مكوناتهم, سرقوا وهربوا رغيف خبز المواطن, عربي كان ام كردي ام اي مكون آخر, لهذا اصبحت ثورة الجنوب والوسط العراقي, صوت جميع العراقيين من زاخو حد الفاو, واصبح الألتفاف حولها والتضامن معها, واجب كل عراقي يريد التحرر من عبوديته.
3 ـــ الأحزاب الشيعية فتحت معابر الحدود في جنوب ووسط العراق وشرقه, لتهريب الحصة الأيرانية من النفط العراقي, مقابل عمولة مجدية, الأحزاب الكردية فتحت ابواب المعابر الشمالية, لتهريب النفط العراقي, الى تركيا وعبرها الى اسرائيل مقابل عمولة لأحزاب العشائر, احزاب سنة الشيعة والمستكردة في اغلب الأحيان, توافقت على حصتها وخذلت مكونها, حصة الأحزاب الشيعية, من النفط العراقي المهرب 60%, حصة الأحزاب الكردية من النفط العراقي المهرب 40%, ثم التوافق على فضلات علف للأحزاب السنية, اما حصة العراقيين من جميع المكونات, فليس اكثر من صفر الجوع, مع حرية التسكع في المولات والسوبر ماركات, وقتل الوقت في اجترار الأوهام الطائفية والقومية, في انتظار عودة المهدي او قيام دولة كردستان العظمى, اوهام لم يرتوي عطشها من دماء العراقيين.
4 ـــ واقعية ثورة الأول من تشرين 2019, غير معنية بأحلام المحبطين, ولا بعبثية ان تثمر الأوهام واقع افضل, فحملت سلاح سلميتها ونهضت, تهتف بصوت المستقبل العراقي “نريد وطن” نريده عراق, لا جنوبستان فيه ولا شرقستان ولا غربستان ولا حتى شمالستان فيه, عراق ديمقراطي متحرر, لا دين فيه يستبغل الدولة ولا العكس, حينها وعندما تتحرر جميع المكونات العراقية, من قيود اكاذيب ممثليها, وفي اجواء الأخوة والمحبة والصفاء والتسامح ووحدة الذاكرة الوطنية, وبكامل الطوعية, يطرحون على بعضهم, ما لهم من خصوصيات واهداف وطموحات, وليس هناك ما يرفضه الشقيق من رغبات الشقيق, وستبقى المشتركات والتكامل والتقدم هدف الجميع, فلماذا اذن تُبدد الطاقات وتُسفك الدماء احياناً, والثمن سيادة دولة وضياع وطن, وتدمير حاضر ومستقبل اجيال, اهكذا تقرر المصائر ام انه تدميرها؟؟؟.