23 ديسمبر، 2024 3:15 م

الثورة على الذات / الوهم والحقيقة

الثورة على الذات / الوهم والحقيقة

سأختصر هذا المقال كي يُقرأ ، إذ ان القراءة أصبحت ميتة في زمننا الآن ، المهم قد يتصور البعض ان عبيد السلطان و( المصفقون ) له هم مجرد أفراد خاملون متقاعسون يتحرك ( الأدرينالين ) فيهم فقط عند انتقاد الحاكم فتبدأ ألسنتهم بالظهور وبث السموم هنا وهناك كما هي الأفاعي ، اقبح شيء بمن يمدحون الحاكم أنهم يشعرون بقرارة انفسهم انه لا يستحق المديح بل هو اقبح من ان يُمدح لكن ماذا يفعلون فهم يؤدون (( وظيفة )) وجدوا انفسهم مربوطون فيها ، فذواتهم هي هكذا ، ذوات ناقصة اعتادت المدح والثناء والانصياع لأي حاكم فلا يستطيعوا تغيير هذا .
أعود لما قلته ان ( عبيد الحاكم ) لهم ثورات على الحاكم الذي اعتادوا مدحه والانبطاح تحته ، فالعقل مهما أُسُر ومهما هُمش ومهما قيدته أغلال الشهوة لابد ان يتمرد يوماً فالعقل خُلق متمرداً ( سواء كان هذا التمرد خطأ أو صواب ) لذا تُطلق هذه الطاقة المخزونة من الثورة المُقيدة سابقاً بأغلال الكذب والنفاق والانصياع والعبودية بعد ان يزول السبب الحقيقي المتمثل ( بالحكام ) فترى عبيده يثورون ضده بعد ان يصبح في خبر كان ، إذ تراهم يحاولون تحطيم كل ما يُذكرهم بانصياعهم وعبوديتهم ، لكن هل هذا يُعتبر تغيير جذري لعبوديتهم تلك أم أنها محاولة إفراغ ومسح كل ( بيانات ) الحاكم القديم ليتم استبدالها ب( بيانات ) حاكم جديد اي كان ؟! نعم هي عملية مسح لبيانات الحاكم السابق كي تُستبدل ببيانات آخر ، فهذا ما رأيناه جلياً في العراق بل وعشناه ب( احتكاكنا ) مع نماذج كالتي ذكرت حالها أعلاه ، فكم رأيت أفراد كٰثر كانوا يٰقدسون صدام ويمدحوه ويرون فيه القائد الملهم و الكثير من الصفات بل وكانوا يطعنوا بكل من يحاول الثورة ضده ، أراهم اليوم يقدسون نوري المالكي ويطلقون له أسماء مقدسة وصفات ابعد من ان تكون فيه واتهام من ينتقده بشتى التهم ، مع أني متأكد وعلى يقين ان هؤلاء سيكونون اول من يلعنه إذا سقط وانتهى حكمه وسيتم حذف بياناته واستبدالها ببيانات آخر .

[email protected]