يبدو ان الثوار قد ادركوا ان الطبقة المتسلطة، هي الاقل كفاءة ومهنية، بالمقارنة مع دوائر الدولة البعيدة عنها، وتشكيلاتها.
ويمكن القول ان رأس هرم السلطة في العراق، هو الاقل كفاءة وخبرة، بالمقارنة مع قاعدة الهرم، بل السلطة هي سبب الفوضى..
مثلا، وعلى سبيل المثال، سوف تجد، ان الموظفين في الدوائر الادنى في السلم الوظيفي، هم اكثر رصانة في التعليم، والخبرة، ولهم خدمة فعلية في الوزارة، وبالعكس.
أي، ان رئيس الوزراء ومن ياتي بهم، هم اقل كفاءة وخبرة.. وهذا يجعلهم يسارعون في اصدار قرارات ارتجالية، تربك مؤسسات ودوائر الوزارة، وتوفر ارضية للتلاعب والفساد، بسبب التعارض او التداخل بين الوارد من توجيهات وقرارات الوزير المستجد…
وبالرغم من الفوضى التي ينتجها الوزير (الكلك)، فهو يتفاخر بقرارته الغبية والمضحكة..
وهذا يمكن تعميمه على اغلب الوزارات… مثلا، في قطاع التربية، تجد ان اغلب الكوادر التربوية، هم اكثر حرصا على الطلبة، وفهما لاهداف العملية التربية. وان ما يعانونه من الفوضى والمصاعب، انما ينزل عليهم من اعلى… أي من الوزارة..
“يعني الوزير يخزب ما يعمر”
ويمكن القول، ان اكبر مشاكل العملية التربوية، هي المناهج، وكثرتها، وسرعة تغيرها… اقصد فوضى المناهج. وذلك، انما بسبب الوزارة وفسادها…
يعني، تلاعب الودير بالمناهج، يجعل المعلم والمدرس في حرج وضيق.. وينعكس خطأ الوزير وفساده على الاسرة، التي تعاني من قرارات ارتجالية، هدفها السرقة او التجربة…
هذا ما يدركه شباب الثورة اليوم، ومفكريها… لقد ادركوا ان الفوضى سببها الاساس، وعلتها المشتركة هي راس الهرم… لذلك اصروا على “الشلع قلع”..
بل اعتقد، ان ما تبقى من وجود للدولة، هو بسبب رصانة الدوائر البعيدة عن الجمجمة المتعفنة في الخضراء..
وزبدة الكلام:
ان الفوضى في الدولة، هي بسبب القرارات الارتجالية، الكثيرة والمتغيرة الصادرة من راس السلطة، الانتهازي، الوصولي، عديم الكفاءة. وبالرغم من ذلك، يعيش الحاكم الفاشل وحاشيته، في بحبوبة الامتيازات، والنثريات.. والسلف المفتوحة، واغلبها بدون تسوية مالية…
بل تجد مالا سائبا في الخضراء وملحقاتها،،
بينما بعيدا عنها، فان صرف الف دينار، يحتاج إلى عشرات الموافقات.. وبند من الورق..
ويمكن القول:
ان التغيير الجذري الذي يطالب به الثوار، ذلك، لانهم تيقنوا، ان قمة الهرم وحاشيته المدللة، هي التي لا تلتزم بضوابط مالية، ولا ادارية.. ولا مهنية،،، بينما تصدر تعليمات بكثافة، تعقد حياة المواطن والموظف الوطني..
وعلى سبيل المثال:
في الوقت الذي تتعقد فيه صرف المنحة الاجتماعية للمواطن الفقير،، والمسن.. او الارملة،، تصرف الطبقة المتسلطة المليارات، بسهولة، وبلا ضوابط، في المنطقة الخضراء، لاشباع رغباتهم الشخصية، وعوائلهم، وحاشيتهم…
لذلك، يعتقد شباب الثورة، بضرورة تغيير واقع المنطقة الخضراء وملحقاتها، بلحاظ علة وجودها، وملازمات تاسيسها… ومنبتها..
.رُوي عن الرسول (ص) انَّه قال: “إِيَّاكُمْ وخَضْرَاءَ الدِّمَنِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّه ومَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ؟ قَالَ: (….) الْحَسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ السَّوْءِ”..
واعتقد هذا ينطبق على منطقة الحرامية… وللحديث بقية.