18 ديسمبر، 2024 8:52 م

مما لا تدركه طبائع الاستبداد أن الثورة هي صناعة المستبدين الفاشلين في إدارة المنظومات والسلطة وان من يستحق القمع هي نفوسهم التي استعمرتها غريزة السيادة فبان من ثناياها شرور الطغيان.
الحكومات عقد اجتماعي لتولي إدارة المصالح بالنيابة وتطبيق القانون بين الناس وليس سلطة فوقية غير خاضعة لهذا القانون كما نراها في البلدان حسب درجة تخلفها.
هل تقوم الثورة لأسباب أيديولوجية:
الأيديولوجيا لا تسبب الثورات الانقلابية في المجتمع بالعنف، وإنما تحدث تغييرا فكريا في المجتمع سلبا أو إيجابا، لكنها عندما تتناغم مع حاجات المجتمع وإحساسه بالظلم فتبدأ تكييفا تنظيريا لإزالة الظلم وكان بإمكان هذه الأيدولوجيات لولا وجود الطغيان أن تحدث تغييرا إيجابيات أو ترفض اجتماعيا بلا عنف إن كان هنالك عدل واستقرار
ما هو سبب الثورات
الثورة تأتي على فشل المنظومة واستبدادها رغم فشلها، فلا أساس هو إدارة المصالح، والمصالح مصالح الشعب وليس الحكام فالحاكم أجير أو هكذا يجب أن يكون نظريا، ففشل إدارة المصالح يظهر (بفشل في التنمية)، وهذا يعني فشل في إيجاد فرص عمل وموارد للمعاش، أو تكدس الطاقات السلبية في منظومات تحتاج الإيجابية فيؤدي إلى فشل المرافق العامة، وبالتالي فشل في تحقيق الحياة الكريمة للناس بتراكم سلبيات الايدلوجيا المتبناة من السلطة ومساوئ تجاهلها للمخالف أو الآخر وسوء التخطيط وتعانق عوامل الفشل وانتشار الفساد الإداري والمالي، وعندما يتململ الناس بواجهة ايدلوجية تتبنى مشاكلهم وإحباطهم أو بحراك يدل على بوادر الرفض يجابه بالقمع والتنكيل، وهنا ننتقل إلى مرحلة يتعاظم بها الاحتقان كنتيجة للخوف والقمع؛ فتشعر السلطة بالتمكين وان لا معارضة قادرة على فعل شيء فتزداد سلبياتها وتتعاظم ومعها دورات الاحتقان، ولا يبقى إلا أن يحدث عارض كرأس الدبوس لتنفجر الاحتقان، فتحصل ثورة هذه الثورة سببها الفشل، لكنها قد تنجح في التغيير إن دعمت من جهات منظمة، وقد تقمع لتعيد تكرار المأساة، لكن الفشل سيبقى مرافقا لهذه السلطات والتعاسة لهذه الشعوب وبراكين الغضب تخمد وتنفجر.