22 نوفمبر، 2024 5:56 م
Search
Close this search box.

الثورة تعود في ذکراها

الثورة تعود في ذکراها

مع حلول الذکرى الاربعين للثورة الايرانية والتي يسعى رجال الدين الحاکمون في إيران وبمختلف الطرق بأنهم يمثلونها ويجسدونها وإن الشعب الايراني يقف الى جانبهم، فإن المشهد الايراني العام يٶکد على إن الشعب ليس لم يعد راضيا عن حکم رجال الدين فقط وإنما يبذل کل مابوسعه من أجل الاطاحة به اليوم قبل غدا.
الرفض الشعبي التعاظم في إيران ضد هذا الحکم التخفي وراء الرداء الديني، صار من القوة بحيث لم يعد بوسع قادة النظام أن يخفوا ذلك بل ويتحدثون بعد أن صار أمرا واقعا وصار الانسان الايراني أينما کان تجد التبرم والضجر والسخط من هذا النظام واضحا على سحناته وملامحه، والاهم من ذلك إن الايرانيون أينما کانوا صاروا يجاهرون بنشاطاتهم وتحرکاتهم الاحتجاجية ضد النظام ويطالبون برحيله بعد أن أذاقهم الامرين طوال 40 عاما من حکم دموي يعتمد على الحديد والنار.
التحرکات الاحتجاجية في داخل إيران والتي ترافقها نشاطات معاقل الانتفاضة التي يقوم بها أنصار منظمة مجاهدي خلق، تتزامن مع نشاطات إحتجاجية واسعة النطاق في خارج إيران، ولعل التظاهرة الکبرى التي قام بها الالاف من أبناء الجالية الايرانية في العاصمة الفرنسية باريس في 8 شباط الجاري، کانت دليلا على ذلك خصوصا وإنها تتزامن مع ذکرى الثورة، حيث طالب المتظاهرون خلالها بالاطاحة بالنظام وأعلنوا عن دعمهم وتإييدهم للبديل الديمقراطي لهذا النظام والمتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية. والذي يلفت النظر إن هذه التظاهرة لم تکن منعزلة وبعيدة عما يجري في داخل إيران بل إنها کانت إمتدادا لذلك وهذا مايقلق النظام ويصيبه بالذعر.
بعد حکم قمعي دموي تم خلاله ممارسة کل الاساليب والطرق البشعة من أجل السيطرة على الشعب، فإن رجال الدين الحاکمين في إيران، صاروا متيقنين من إن مشوارهم مع الشعب الايراني قد وصل الى نهاية الخط وإن عليهم أن يدفعوا ثمن کل ماقد إرتکبوه من جرائم ومجازر وإنتهاکات بحق الشعب الايراني وإن ماجرى لسلفهم الشاه سوف يعود ليجري عليهم وإنه لم يعد بوسعهم الاستمرار طويلا في الحکم.
التغيير في إيران والذي يتحرق إليه الشعب الايراني ويسعى کل مابوسعه من أجل تحقيقه، هو أمر في خدمة المنطقة والعالم کله لأنه سيضع حدا للمخططات الارهابية وللتدخلات السافرة من جانب هذا النظام والتي يمارسها منذ 40 عاما بالتمام والکمال، ومن الواضح جدا فإن شعوب المنطقة والعالم وکما قد تنفست الصعداء عن سماعها بسقوط نظام الشاه فإنها ليس ستتنفس الصعداء فقط وإنما ستشعر بفرحة غامرة لکونها قد تخلصت من أسوء نظام معادي لکل ماهو إنساني وحضاري.

أحدث المقالات