كان هناك مجموعة من الناس في سفينة في عرض البحر ، ومعهم شخص معتوه ، وفجأة ودون سابق إنذار ، قام هذا المعتوه بحفر السفينة في المكان المخصص له ! ، ولما سألوه : لماذا تفعل ذلك ؟ ، قال : انا حر في ان اعمل ما أشاء في المكان المخصص لي في هذه السفينة !
ولن اسمح لأحد بأن يتدخل فيما هو لي !!! الحرية ليست ان تفعل ما تريد انت فقط ، من دون ان تراعي الضروف ، او تتجاوز حدودك لتعتدي على حرية وحقوق الآخرين ، او ان تحرق بلداً انت شريك ٌ فيه ، فالبلد بلد الجميع وليس وقفاً لك لوحدك ، تفعل به ما تشاء وقتما تشاء وكيفما تشاء نخوض حرب وجود ، ضد ارهاب لا يميز بيني وبينك ، هوايته القتل ، ونزهته اجتياح المدن وتشريد سكانها ، مدعوم من عدد كبير ممن يحلم ان يفعل ما يفعله ، لولا انه يريد المحافظة على شكله امام الدول ، فينفذه بيد المرتزقة الحروب تنتج الوحدة الداخلية ، حتى بين المتناقضين والمتنافسين ، حتى ان الدول التي تعاني من الانقسام الداخلي تفتعل الحروب لتوحد شعبها ، وترص صفوفها ، فتتحول الى كتلة بشرية واحدة ترهب الأعداء ، وتسر الاصدقاء ، وتفتخر بوحدتها وقوتها ، فالجميع يدعم وطنه في حربه ، ويتناسى خلافاته ، لان الوطن أسمى من تنافساتها ، وأغلى من قيادتها المتخبطة ، التي لا تعرف متى تدعم وطنها ، ومتى تطلب اصلاحه ان كانت هي المصلحة ثورتكم اللاعراقية السوداء ، اصبحت تساند الجناح السياسي لداعش ، فأسستم بها الجناح الجماهيري لداعش ، اعتدائكم على مقرات التيارات والكتل التي يقاتل ابنائها في الفلوجة ، يجعلكم طابوراً خامس لداعش ، داخل المدن ، يقوي من عزيمتها ، ويعطيها الامل بالاستمرار ، لان النزاع الداخلي يفتك بالجبهة الموحدة اثناء الحروب ، ويقوي من عزيمة الأعداء ، ويجعل لها أدوات في عمق مجتمعنا ، يغرس خنجره في خاصرتنا ، ويضعفنا ، فهل إصلاحكم يقتضي نشوب حرب داخلية لا تبقي ولا تذر ، والمنتصر الوحيد فيها خاسر ، وثمراتها تقطفها داعش ومن حولها !.
العقل الجمعي ، يغيب العقل الواعي ، فيجعله يرى الاخ عدو ، والمدافع خائن ، والمحب مبغض ، وابرز دليل على هذا هو تمزيق صور شهداء عمليات تحرير الفلوجة ، في ظل صمت عجيب من الأجهزة الامنية التي وقفت موقف المتفرج على هذا الاعتداء ، الذي يخلوا من كل إنسانية وعرفان بالفضل لمن ضحى بأغلى ما يملك ( نفسه ) ، من اجل ان تناموا متنعمين بين عوائلكم قد اختلف معك في الرأي ، ولكني مستعد ان ادفع حياتي ثمناً للدفاع عن حقك في التعبير عن رأيك ، لكنكم تناسيتم ان من دفع حياته لتعبروا عن رأيكم وحرياتكم ينتظر منكم ان تحترموا حريته ، ودمائه الطاهرة التي سالت من اجلكم ، فكنتم ناكرين للفضل ، مقادين لا قائدين لانفسكم ، أدوات لمشروع يقضي على وحدتنا فهل أنتم مدركون لحقيقتكم ايها الحمقى !.