23 ديسمبر، 2024 12:55 ص

“أغانينا التي فينا تَماهَتْ….تُشافينا إذا بَصَرَتْ وقالتْ”
الغناء بحاجة لثورة تعيد ترتيب أوضاع النفس العربية , فعلى مدى العقدين الماضيين من القرن الحادي والعشرين , والأغاني تمضي على إيقاع القرن العشرين , أي أنها متأخرة لما يقرب من ربع قرن عن زمانها.
الثورة الغنائية تستدعي النظر في الكلمة واللحن والأداء وتثويرهما , بمعنى الإتيان بأنماط متوافقة مع العصر , ومنبثقة من إعماق الإنسان لإعادة بناء كينونته الذاتية , وصورته المستقبلية الكفيلة بإطلاق ما فيه من القدرات والطاقات الحضارية.
فالأغنية أصبح لها دور كبير ومؤثر في دوامات الضيم العربي , العاصفة في الأرجاء التي يتوطنها أبناء الأمة المنكوبة برعاتها.
ولابد أن يكون الدور إيجابيا بناءً لا ترفيهيا وحسب , فالظاهر في الحفلات الغنائية أن الناس تسكب ما فيها من المشاعر المكبوتة والأحاسيس المجهودة , وتظن بأنها ستستريح وستغنم راحة البال وحسن المصير , فتجدها بعد أن فاقت من نشوتها , قد عادت إلى مستنقعات الوجيع بلا قدرة على المساهمة في النهوض , وتعبيد سبل المسير نحو آتٍ منير.
فلا نريد للأغنية أن تكون مخدِّرة , بل مثوِّرة!!
والأغنية المثوِّرة , تمنح الإنسان أملا , وتزيده ثقةً بالقدرة على صناعة الحياة الحرة الكريمة.
والنفس العربية تعاني من الإنثلامات المتراكمة , وفيها يكون للأغنية دورها النفسي المهم , ويمكن القول أن الواقع العربي تستطيع الأغنية الواعية الآسية أن تشافيه , وتمده بمهارات التواصل المتوثب الخلاق.
وعلينا أن لا نستهين بالأغنية , ونسقطها في مزادات المتاجرات البخسة الخسيسة , ونحسب ذلك نجاحا لها.
إن الأغنية العربية عليها مهمة إنسانية ودور حضاري , ومسؤولية بناء الإرادة المتحدية الصامدة المتفائلة , والمتحفزة نحو تحقيق جواهر العطاءات الأصيلة , الصالحة لأمةٍ ذات سطوع حضاري أثيل.
فهل لنا أن نغني ما يبعث في الروح الأمل؟!!