25 ديسمبر، 2024 7:15 م

الثورة الحسينية وما بعدها …

الثورة الحسينية وما بعدها …

معروفةُ هي ثورةُ “الحسين”، وذكرها التاريخ بتفاصيل كثيرةٌ ومتعددة، ومِن مصادر مُختلفة، فمن جانبٍ تم إغفال ما هو صلبُ الموضوع وقلب الحقيقة! ومن جانبٍ آخر ذُكِرَ ما هو مفصلٌ ومن مصادر موثوقة، لأنها ذُكِرَتْ من أهل البيت أنفسهم، وهم أوثق المصادر، وما خطبة “السيدة زينب” (عليها السلام) إلا تبيان الحقيقة، التي أراد يزيد عليه أللعنة تغييبها عن المجتمع حينذاك، على إثرها عَرَفَ قسمٌ من أهل الشام الفاجعة، التي حلت بالحسين وعياله، لكن هنالك سؤال لدى من لا يعرفون القضية الحسينية، يرادفهُ إستفهام لا يجدون له جواب؟ ممن لم يكن على محك من تلك الثورة، التي لا زالت قائمة لحد يومنا هذا، وبها تحققت إنتصارات لم يشهد لها التاريخ المعاصر شبيها لها .
 
كان السؤال الدارج، لماذا خرج الحسين وهو يعرف انه مقتولُ لا محالة؟ وكان الأجدر به الحفاظ على نفسهِ وعياله، والركون للسلطان! ويقضي حياته متنعما بملذات الدنيا، وهذا لهُ إجاباتِ عدة، ونستنبطها من الخطب التي ألقاها على مسامع جيش يزيد، والجواب أنه خرج يوم الثامن من الحج، ولم يكمل المراسيم! لان هنالك من يريد قتله وهو داخل الكعبة، وجوابه على تلك المكيدة، أنه قال لا أريد أن أكون ذلك الكبش، الذي سيدنس دمه أقدس بقعةٍ على الأرض، وأما الركون للخليفة الطليق، فيقول في إحدى خطبه، لا أرى الموت إلا سعادة! والعيش مع الظالمين إلا برما، و”مثلي لا يُبايعُ مِثله”.
 
نهج بني أمية واحد، ولا يعتبرون لا للمكان ولا للقدسية، وعبد الملك بن مروان على يد الحجاج إستحال الكعبة! وكان الكبش عبد الله بن الزبير، الذي تم تعليقه على جدار الكعبة ورميه بالحجر، وكانت أبياته التي ألقاها على المسامع مشهورة، وموجودة في كتب التاريخ المذكور، في كتاب البداية والنهاية، “ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا، ولكن على أقدامنا تقطر الدما”، لكن يمر التاريخ على قتله ببرود! لان الذين قتلوه من بني أمية، وهذا يثبت زيف التاريخ، من خلال الوضاعين الذي يكتبون للسلطان ويأتمرون بأمرهِ، كذلك يمرون على مقتل الإمام الحسين ببرودٍ أيضاً! وإن كان مقتل عبد الله ليس كثورة الحسين .
 
الإرث الذي نتكلم عنه يرتبط إرتباطاً كليا مع حياتنا اليومية، ورفض الظلم أهم نقطة، لأنه بالعدل يعيش المجتمع آمنا وحقوقه مضمونة، والثورة نتاج إستحالة العلاج، وتفكيك الخُطَبْ التي ألقاها الحسين نتاجها تطبيقات لتلك الخطب، وما بيننا وبينه ألف وأربعمائة سنة تقريباً، ولا زالت يعيش بيننا، ونؤبنهُ سنويا، ولا يمكن أن تمر هذه الحادثة من دون إستذكار الشجاعة والإيثار والشهادة، والوقوف بوجه الظالم وعدم الركون إليه مهما كانت المغريات، والتأدب بآداب الإسلام، وعدم التهاون في الصلاة، وتشجيع الإستدامة عليها مع صغار السن، ليجبلوا عليها، ولا ننسى أن كل الثورات التي تلت واقعة الطف، إستنبطت أفكارها من ثورة الحسين .
 
بني أمية ما زالوا يعيشون بيننا! خاصة في العالم العربي، والمنهج التكفيري الذي يقف بوجهها بكل قوة، محاولين طمس آثارها بكل الطرق، مسنوداً بمنهج ودين عبد الوهاب، هذا المنهج التكفيري المتطرف، وتزييف التاريخ بكل ما أوتو من قوة، وجعل الثورة حدث بسيط! وإتهام الحسين بأنه كان مطالباً بالكرسي، عكس ما يذكره التاريخ الصحيح، وكأن هذه الناس لا تعرف القراءة والكتابة، ومنهم دكاترة تم تدريسهم، وغسل أدمغتهم بتلك الفتاوى الخاوية، والتي لا تمت للإسلام بصلة، وهذا يقودنا إلى مستبصرٍ سوداني كان جاهلا بالثورة الحسينية، حيث يقول عرفت الشيعة من خلال خطب الوهابية المبغضة للآل البيت، التي لا هم سوى التكفير! وبعد أن قرأت عرفت الحقيقة، واتبعت المنهج الصحيح، وعرفت معنى هذه الثورة، التي أطاحت  عروش الظالمين .

أحدث المقالات

أحدث المقالات