23 ديسمبر، 2024 7:54 ص

الثورة الايرانية عنوان الصمود والتحدي

الثورة الايرانية عنوان الصمود والتحدي

الثورة الايرانية العظيمة التي نعيش هذه الا يام ذكرى انطلاقتها ، فريدة من حيث السرعة التي احدثت بها التغيير على مختلف الاصعدة، باعتبارها مفاجأة على مسرح الأحداث الدولية و الدور القيادي للدين فيها ،والانتصار تحقق بعد ان ساهمت كل فئات الشعب فيه رغم ان الشاه كان يعتقد أن نظامه محمي كما يجب من قبل الجيش والأجهزة الأمنية التي أنفق النظام عليها ميزانيات ضخمة . الثورة نجحت بعد نزل معظم ابناء الشعب الى الشارع في هذه الثورة وساهموا باسقاط النظام البهلوي وإقامة النظام الإسلامي ومنذ اللحظات الاولى لتفجيرها وحتى الان وقعت تحت نيران الاستهدافات الغربية والاستكبارية العالمية لانها رسمت لنفسها خطا ينحوا نحوا مختلفا عما هو سائد في الكون بأن تكون هناك دولة مستقلة بعيدة عن الاملاءات والانحيازات للقوى الكبرى حيث اندلعت الثورة والعالم كان يعيش تحت ضغوط واملاءات القطبين الذين كانا يسيطران على العالم وهما محور الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من الغربيين وغيرهم ومحور الاتحاد السوفيتي في ذلك التاريخ وحلفاؤه الشرقيين في اوربا الشرقية وغيرها.

لقد توحد الجميع نساءاً ورجالاً من كل طبقات المجتمع ،العسكري والعامل والموظف والفلاح والطالب الجامعي والمعلم…الخ في الثورة وكان الاستقلال اكبر منجزاتها لشعبها. و وقفت باطلالتها بوجه سياسة التخريب التي انتهجتها الولايات المتحدة الامريكية وعجزت عن تحقيقها في المنطقة . 40عاماً من الصبر والحصار والعمل الدؤوب انتقلت ايران من الدول المتخلفة الى مصاف الدول المتقدمة من خلال انجازاتها النووية والفضائية وبرزت نفسها وبقوة امام العدو والصديق كدولة اقليمية عظيمة، وعزز هذا الحضور انخراطها في الحرب على الارهاب وخصوصاً في كل من سوريا والعراق ومدها يد العون والدعم للمقاومات العربية وخصوصاً اللبنانية والفلسطينية قافزة فوق جدار الطائفية والمذهبية العفنة فعلى واشنطن اذا ما كانت تدعي الانسانية والدفاع عن حقوق الانسان وتريد المحافظة على هيبتها إعادة النظر في الكف عن الممارسات التي اربكت مكانتها في الضغط على الشعوب من اجل لفح خيراتها وسلب حرياتها “لإنها اللعبة القذرة التي لن تدوم ، ولتعلم بأن الركض وراء لقمة شريفة من الخبزلن تُخضع الحر “..اللعبة الحاضرة في العديد من البلدان اليوم لن تدوم وتفشل بسلاح الصمود والتحدي، وبنفس لغة الخطاب السياسي الأميركي الحاضر الفاشل في بلدان كثيرة في العالم .. إن تجويع الأطفال والممارسة البشعة بحقهم والهيمنة على أجسادهم الصغيرة والمنهكة من الرمق والضمأ، والإساءة إليهم تعني بالضرورة إساءة للامم ولتاريخهم ولمستقبلهم، وهي أكثر كفرا من الجوع وأشنع من فعل اخرى قد تُجبر عليه في غالب الأحيان البطون الخاوية في التصدي لكل ما هو يسئ لاستقلالها ومستعدة للدفاع عن ارضها مهما كلف ذلك .

دول كثيرة في العالم اصبحت واعية ولن تسكت عن من يستهدفها بالايمان بقدرات شعوبها واستطاعت ان تنهض وتبني لنفسها كيانات سياسية واقتصادية وتصبح في حالة من الاكتفاء الذي وفر لشعبها الكرامة والجمهورية الاسلامية الايرانية نموذج لا يمكن انكاره وواجهت كل الممارسات القذرة التي لعبتها الولايات المتحدة الامريكية منذ اربعون عاماً من اجل اخضاعها ولكن اثبتت انها لن تلين امام ارادة الاعداء ، وجعلها في مصاف الدول المتقدمة ، والسبب واضح الاتكال على الله واختيار قاداتها بارادتهم بالانتخابات الحرة ومتمسكين بحقوقهم ، ولم يفرضوا على ابنائهم رغما عنهم ، وكانوا قادرين على مراقبتهم ومحاسبتهم ، وعزلهم حين يفشلون في تحقيق اهدافهم فلا يمكن من ان تستطيع قوة اخرى تفتيت عضدهم وتشتيت شملهم بسهولة كما يعتقدون وتغيير مسيرتهم في المضي الى الامام.

والجمهورية الاسلامية الايرانية اثبتت لعالم اجمع ان سياسة التجويع للتركيع والانبطاح التي اتخذتها بعض الأنظمة والقيادات المستبدة ضد الشعوب المختلفة سياسات فاشلة وليس هناك من محال في انهيارها لان المصالح فيها تتقدم على الأعراف والقوانين، فليس هناك مبدأ يُحترم، ولا قانون يُعظّم و عدم امتلاك الحجة والبرهان لتعلوا بهما، و اتخذت من سياسة المال وكنزه في يدها القوة التي تملك الرقاب، وتذل بها الكبار ولن تجلب للعالم سوى المزيد من الحروب والدماروالفقر والتجويع ولا تعبر إلا عن الانحطاط الأخلاقي والسياسي التي وصلت إليها بعض الأنظمة ،لان التطورات السياسية والتدهور الأمني في المنطقة والعالم ساهمت في ازدياد عدد الدول الملتهبة والفقيرة

إن الإنسان كرمه الله تعالى من فوق سبع سماوات ، وانتهك حقوق أخوة الإنسان على الأرض واستخدامه كأداة لتمرير المصالح والسياسات المرحلية وبأسلوب الحصار الاقتصادي الظالم هذه الجريمة البشعة ، تجلت في عدة دول عبر التاريخ وكثير من الشعوب عانت إثر هذه السياسات ولم تدم ، لا يقضي على جماعةٍ محدد بمفردها ، كما يدعون أعداء الشعوب، ايران استطاعت بالصبر وطول النفس والاصرار على تحقيق الكثير من الاهداف وتجنب الكثير من المشاكل والصعاب ومن ثم اصبحت ايران رقما مهما على المستوى الدولي وعلى المستوى الاقليمي ليس بوسع احد سواء دولة كبرى او صغرى ان يتجاهل دورها او يتجاوزها ومن ثم صارت ايران مصدرا للجدل المستمر ونموذجا لاستقلالية القرار ومواجهة التحديات ..

واشنطن عليها أن تفهم بأن تحقق أي أهداف سياسية لا يمكن الوصول اليها إلا باثبات حسن النية وعدم اللعب على الحبلين وأن الحل الوحيد هو في الحوار الهادف والتعايش السلمي ونبذ ثقافة العنف والكراهية وتسويق الارهاب والعمل على نشر التسوية السياسية العادلة والسلام العادل تحت رعاية الأمم المتحدة واحترام القوانين الدولية .وإدراك حجم التداعيات المؤثرة عليها جراء ذلك وهناك مصالح متعدد متبادلة بين البلدان، وهناك روابط قد تكون اجتماعية و ثقافية وتاريخية وسياسية متجذرة لا يمكن استئصالها بهذه السهولة التي يتصورها البعض من قادة البلدان المستكبرة ،لان اللُحمة وأواصر الأخوة والدين أقوى من التشتيت،

ومن أجل صون الكرامة والحقوق، وإن اختلفت الأديان. والقوميات والاعراف فيما بينهم . ان للشعوب الحق في كل الشرائع والنماويس السماوية والأرضيه الدفاع عن نفسها وكرامتها وشرفها وسيادتها وإستقلالها بكل الطرق المتاحة أيا كانت وكيفما كانت وبكل السبل وبكل الطرق وأينما كان في الداخل او الخارج ومن واجب الامم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الانسانية والقنوات والصحف الإعلاميه و مجلس الامن ومنظماتها الاغاثية والإنسانية والثقافية الدفاع عن هذه الشعوب في حال إستمرار الظلم والعدوان والفساد والذل والهوان والتشتت بحقها والوقوف معها والرد على دول العدوان عليها.

والتي يقول عنها القران الكريم “كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ .”

هناك دول أبية في التاريخ مورست عليها نفس سياسة التجويع حتى تركع للطغاة وأذنابهم، لكنها أدارت أزمتها بمهارة وذكاء، فاستعدت للأزمة قبل وقوعها، وبعد وقوعها قلبت الموازين والطاولة على المعتدين، وإن كانت الخطورة قوية عليها بالجهاد والتضحية ومدى التاريخ العريق الممتدة وهي قائمة وهناك شواهد تاريخية كثيرة.