22 ديسمبر، 2024 7:21 م

الثوابت القرآنية أم الوحدة الوطنية؟

الثوابت القرآنية أم الوحدة الوطنية؟

بأيهما يؤخذ؟ ومن يقدم؟ ومن الأهم؟
يحثنا القرآن الكريم على الأهتمام والألتزام بالأثنين معا، ويؤكد على تطبيق المفاهيم المتعلقة بهما، وفي نفس الوقت الذي يأمرنا ربنا، بالألتزام بالأعراف والقوانين الوطنية المنسجمة مع الشريعة، يؤكد تقديم القوانين الشرعية أو القرآنية على جميع القوانين الوضعية .

في نظري، أن الوحدة الوطنية السليمة والبعيدة عن الشعارات فارغة المحتوى، تبنى على العقائد الصحيحة والحقة، ليس العكس هو الصحيح، لاتبنى سلامة و عقول الشعوب، خلوا من الثوابت السماوية، والتي تعالج الفرد والمجتمع معا.
نعم ” حب الأوطان من الإيمان ”
لكن من المستحيل؛ أن يتجسد الحب الصادق والحقيقي للوطن، من غير معرفة مفاهيم الشريعة الإسلامية، وتوحيد الخطاب الذي تحدده السماء، لا الذي تصيغه ألأفكار المتطرفة.

لكن السؤال الجوهري، هل أجاز لنا ديننا الحنيف؛ التخلي عن ثوابتنا السماوية المرسومة، لأجل الوحدة الوطنية؟ او لأجل وحدة شعب متعدد الاديان؟
أم أنه يأمرنا بأتباع الدين الواحد والأتجاه الحق؟ قال تعالى (إن الدين عند الله الإسلام )
مما لاشك فيه، أن ربنا يأمرنا بأتباع ديننا؛ وعليه نبنى وطننا ووحدة خطابنا، ولو كره الكافرون والمنافقون.
أن من أهم الثوابت القرآنية، والتي أكدتها السماء هي إتباع ذوي القربى، والتمسك بهم والدفاع عنهم، وجعلهم فوق جميع العناوين.

سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها أفضل الصلاة والسلام ) بنت رسول الله (عليه وآله السلام )
وهي الأقرب لأبيها، وقد حدثنا التأريخ، عن الأحداث المأساوية، التي وقعت عليها وعلى بعلها أمير المؤمنين( عليه السلام ) والتي سببت في إنشطار المسلمين إلى شطرين مختلفين، وكان من أهم محاور الأختلاف، هو مودة أهل البيت الطاهرين (عليهم أفضل الصلاة والسلام)
تطور الخلاف بمرور الزمن، توسعت الشعوب والأوطان، شاءت الأقدار أن يعيش الفريقين المختلفين في وطن واحد، ويتداخوا فيما بينهم جغرافيا ومعيشيا.

يبقى السؤال الجوهري، هل يتخلى الأثنان عن الثوابت؛ التي توارثوها والتي بنوا عليها عقائدهم ودينهم؛ لأجل الوحدة الوطنية، أم يبقى الأثنان على عقائدهم ويتعايشوا، ولايعتدي أحدهما على الآخر، وكل له الحرية في التعبير عن عقيدة، شرط أن تكون العقيدة التي يتبناها الطرف الآخر، منسجمة مع القرآن والذي يتفق عليه ابناء الوطن الواحد، او بالأحرى المتخالفين.
الجواب، أن الدين أو القرآن، يأمرنا بالتعايش السلمي كما بينا، وفي نفس الوقت ينهانا عن التخلي عن ثوابتنا، وإن استوجب الأمر القتال.

ثبتت صحة مظلومية فاطمة الزهراع ( عليها افضل الصلاة والسلام ) لدا الجميع، وقد أكد القرآن الكريم على مناصرة المظلوم، واظهار مظلوميته، والوقوف بوجه الظالم وفضحه، ولو كان ذا قربى !
قال تعالى ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفو ذلكم وصاكم به )

النتيجة .
أن كثيرا من الأقلام المحسوبة على الخطاب القرآني، قد تغاضت هذه الحقيقة وجانبتها، بذريعة الوحدة الوطنية والتعايش السلمي !
وهذا خلط واضح، والدليل أن القرآن الكريم قد أجاز لليهود ألتعايش السلمي مع المسلمين، مع وجود الفوارق الكبيرة بينهما، فاالإنسجام والتعايش شيء، والثوابت شيئا آخرا، ولا أهمية لشعارات الوحدة الوطنية، على حساب مظلومية أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله )
فالثوابت القرآنية أهم من الوطنية، وقد ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وطنه وعشيرته واتخذ المدينة المنورة وطنا جديدا له، لأجل ثوابت السماء.