هل سمعتم بالثلاجة في شبكة الاعلام العراقي؟، انها ثلاجة كبيرة تأسست منذ اول رئيس للشبكة حبيب الصدر ونمت في زمن حسن الموسوي وتطورت في ايّام عبد الكريم السوداني وانتعشت في ايّام محمد عبد الجبار الشبوط وانتفخت كثيرا في زمن علي الشلاه.
وظيفة الثلاجة في الشبكة تتلخص بإخفاء الاعلاميين والفنيين الجيدين عن ممارسة وظائفهم التي يجدونها ووضعهم في أماكن لايحركون ساكنا ولايوقفون متحركا واجبارهم على المضي وفق قاعدة “اشطب يومك”
احالة الموظفين الى الثلاجة يلجأ اليها رئيس الشبكة والأمناء لأسباب شخصية وثارية وإقصائية من دون لفت النظر الى انها ممارسة سيئة تضر بالعمل الإعلامي للشبكة وتقلص تطورها.
الثلاجة في الشبكة هي أشبه بدائرة المحاربين في وزارة الدفاع حيث يستخدم رئيس الشبكة بمشورة حاشيته وجماعته المقربين الذين يطلقون على أنفسهم ” المصلحون الجدد” خطط احالة الموظفين الى الثلاجة وإبقائهم فيها الى اجل غير معلوم وهذا الامر سببه ان رئيس الشبكة يأتي من خارجها وهو يرتدي بدلة سياسية ومعه قائمة من المقربين الذين يسعى منحهم مناصب ووظائف كجزء من رد الجميل .
لاتستغربوا انه يتم اقالة مدير ناجح في الشبكة من منصبه ليس لذنب سوى ان احد الأمناء لايشعر بالراحة عندما يراها ولاتستغربوا ولاتستغربوا ان يتم تكليف موظف شيحيح المعلومات الإعلامية ف بمكان مهم لان حاصل على رضا الأمناء.
تعاني الشبكة من عيوب تأسيسية الامر الذي يجعلها مصابة بالترهّل الاداري والاعلامي وغياب الخطاب المؤثر في الجمهور لان من يديرها عادة يتعامل بعقل سياسي وبنظام( جماعتي وجماعتهم) ويقتحم باب الصراعات الداخلية لتشغله عن تطوير المؤسسات الإعلامية التابعة لشبكة الاعلام العراقي.
يقول الزميل عباس عبود احد الصحفيين في شبكة الاعلام العراقي :الأساس في إدارة الشبكة هو الضبط المهني وترسيخ احترام خصوصية مهنة الاعلام وهناك فرق بين رئيس النقابة ورئيس المؤسسة اذ الاول يهتم بالجمهور والثاني يفترض ان يهتم بتنظيم عمل جمهوره بمهنية عالية وتوفير القدرات والامكانات”.
يتناغم رأي عبود مع الواقع في الشبكة كثيرا حيث يكون تقيم الموظف بالدرجة الأساس على ان فلانا من ربعنه لو من ربع المدير السابق من حزبنا لو من الحزب الفلاني الخصم من منطقتنا لو المنطقة الفلانية من مذهبنا لو من المذهب الاخر من قوميتنا لو من القومية الاخرى وهكذا… وبالتاكيد ان العتب على موظفي الشبكة الذين يستسلمون بسرعة ولايلجاون الى الطرق القانونية واجبار الحكومة والبرلمانعلى اختيار رئيس وامناء منهم. يتخيل رئيس الشبكة والأمناء في العادة جميع الموظفين انهم أعداء الا حاشيتهم هي الوفية لهمولابد الاشتغال بنهج الثلاجة لكل الموظفين الذين لايعرفون هز الرأس ومسح الاكتاف هذا التخيل العجوز الشيخوخي لايوصل الا لهاوية الفشل والتخندق وراء المصالح الضيقة الذي يشعرك بالخيبة ان ذلك يجري بعلم مكتب رئيس الوزراء ولجنة الثقافة والإعلام الذي باع بعضهم ضميره بتعيين هنا وتعيين هناك
و مايجري في الشبكة تطبيق حرفي رهيب لقوله تعالى”كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ”. …