18 ديسمبر، 2024 7:36 م

الثقة الواعية و الحكيم

الثقة الواعية و الحكيم

هناك في مساء شباطي قبل سبع سنين وفي جلسة دورية مع أصدقائه المقربين كما يصفهم ….كان الحكيم يحدثهم عن (الثقة الواعية) التي تتوسط “الثقة المزعزعة” المصنفة شرعياً من الكبائر،وبين “الثقة المفرطة” التي تصنف سذاجة.

الحديث كما جرت العادة جواباً على أسئلة الحاضرين،عن ما يدور في الساحة السياسية،وطبيعة التزاحم والتدافع الذي وصل في مراحل ذروته،بعدما تصاعدت (حرب الملفات) إلى “الاغتيالات السياسية” من الأشخاص الى الكيانات، وتسرب علناً نية أصحابها تحويل “المجلس الأعلى ” إلى “منظمة مجتمع مدني” توزع ماء واكل لزوار الحسين عليه السلام،وهي خدمة أجاب عنها الحكيم ( أنها تشرفنا).

كنا نشعر أن مصطلح “أم الولد” التي يرددها كثيرين من وسطنا باتت قرينة،فنهتز أحيانا،ليجيبنا مع ابتسامة “أن ام الولد تعاقب أيضا “.

كنت أتابع الرجل فيحيرني ثباته!،فعلى الرغم من حجم الضغوطات من الأصدقاء للانخراط في “المشروع الاقصائي” للآخر في جغرافيا الوطن، عبر الترغيب والترهيب يصر هو على شراكة الجميع،ليقينه ان العراق لا يمكن أدارته من طرف واحد،وضغوطات الأعداء الذين يستهدفونه شخص ومشروع يعدونه عقبة كؤود أمام مشروعهم التدميري تجاه العراق الذي يسير موازياً لما ترسمه الصهيونية العالمية لمنطقتنا بقصد وغير قصد.

الغريب ان الحكيم يتحدث لـ “مصلحة عامة” دون مراعات “الرأي العام”،فتحتفل “جيوش السلطة الالكترونية” عند المساء مع مرؤوسيهم بسقطة الحكيم اعلامياً كما يرون!،فيما الرجل مشكلته انه بعيد المدى وهو يرى ما لا يرون،صاح “انبارنا الصامدة” لوأد الفتنة،فعجت خيول جيوشهم الالكترونية متهمتاً اياه بالخيانةً!،وجرى ما جرى.

وعندما توهم الظالمون قال (سنملئها رجالا من الفاو إلى الفلوجة)،فيما انزوى الزاعقون!.

وصرح أخيرا “أن احتجاجات تشرين منحت الوطن هويته”،فهاجمه الكثير بلا وعي،محتجين بما ارتكبته بعض “عصابات الجوكر” و “أفواج منع الدوام” لتغييب المطاليب الحقة التي طالبت بها جماهير المحتجين.

فيما كان واضحاً قصده،وهو ولادة أول حكومة عراقية دون تنسيق مسبق مع أطراف الصراع في العراق،فقد كان خياراً عراقياً محضاً تمت مباركته لاحقاً من قبل طرفي الصراع.

وصفه البعض بـ “أقطاعية سياسية”،فيما هو يعرض مشروعه السياسي دون فرض،فآمن به إتباع ومريدين طواعيه وهم يرونه زعامة سياسية فذة على قناعة.

يكرر الحكيم “لسنا نهاز فرص،لكننا نحمل مشروع”،ولطالما انتقدناه لتضييع فرصة “رئاسة الوزراء” التي كانت “قاب قوسين” في أكثر من مناسبة لتياره،لكنه يرى عدم مناسبة الوقت،وكلفت التيار انفصال كيانات وأشخاص،دون ان يتحدث عن احد بسوء فهو يلتمس العذر لهم.

بعد تلك السنين باتت واضحة رؤيته،فلو انه كتيار سياسي تسنم رئاسة الوزراء آنذاك مع امتلاك خصومه أدوات تسقيطه مع عدم رضا الأصدقاء،لأحترق سياسياً شخصاً وتيار،ولجاز لنا اليوم قراءة سورة الفاتحة على ” الإسلام السياسي”.

[email protected]