18 ديسمبر، 2024 5:08 م

لا قيمة للثقافة إن لم تصنع تياراً جماهيريا , قادراً على التفاعل المتوثب والتغيير الناجز وفق منطلقات واضحة ورؤى راسخة.
وقد برهنت الثقافة العربية فشلها , فيما جرى في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين , إذ هبت الجماهير في عدد من دول الأمة , وهي تتخبط بعشوائية , فلم تساهم بإنجاز أهداف تضع تلك الدول في مسار صاعد صحيح.
بعكس عدد من الثورات في الدول الأجنبية , التي قادها المثقفون ووضعوا نظرياتها وأطرها الفكرية وشعاراتها العملية , وبرز فيها قادة يستوعبون رسالتها , ويسيرون بالجماهير إلى غايتها الوطنية الصالحة.
فما جرى في دولنا هبّات تأججت , وما أوجدت القائد أو القادة القادرين على توجيهها , فتم إمتطاؤها من قبل حركات وتنظيمات وقوى وفئات دفعت بها إلى طريق مسدود , وأفرغتها من حرارتها وقوتها التعبيرية.
وتجري اليوم مظاهرات في عدد من دول الأمة , وتعيد ذات السلوك المجرد من القيادة الجديرة بصناعة الأفضل , فتراها تخبطات ذات نتائج مأساوية دامية , فالجماهير تواجَه بالرصاص وبأساليب قاسية , ويصيبها الخمود والخياب.
والأمرلا يحتاج إلى دليل , فالدول يديرها وكلاء القوى الطامعة بها , وهي التي تساندهم بإسم الحرية والديمقراطية لقمع المتظاهرين والفتك بهم , ووسائل إعلامها لا ترى ولا تسمع ولا تنطق.
ذلك أن ما تقوم به حكومات تلك الدول يخدم مصالح رسل الديمقراطية والحرية.
فلن يتغير أي نظام حكم يؤدي خدماته بإخلاص لأسياده , فلا قيمة للشعب ولا دور , وإن تحدّى يكون مصيره الموت , ولا مَن يحاسب أو يدين فالقاتل مجهول أو طرف ثالث!!
وهذه الأنظمة تستعمل قوات أسيادها لقمع المواطنين وتدمير وجودهم , فالمطلوب حكومات نهب وسلب وفساد , تأخذ أموال الشعب وتودعها في مصارف الدول الديمقراطية , لكي تضع يدها عليها ذات يوم وتصادرها , وترمي بأعوانها في سلال النفايات!!