الثقافة تعني اليـوم اجتمـاع السـمات الروحية ً والفكرية والاجتماعية والعاطفية بعينها وتشمل الفنون والآداب وطرائق نظـم الحيـاة، كمـا تشمل الحقـوق الأساسي للقيم والتقاليد والمعتقدات وقد التزمت اليونسكو بهذا المضمون وهـذا التعريـف في وثائقها وإعلاناتها واتفاقياتها كافة،ومن هنا كان يجـب تعزيز الـدور المركـزي للثقافـة ًإذا أردنـا أن نجعـل عراقنا الـذي يتسـم بفقدان ميزانه الثقافي مكانا أفضل ينعم بالسلام، لان الثقافـة هـي “مجموعـة السـمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية المميـزة في المجتمـع أو لأي مجموعـة اجتماعية، وتشمل ، بالإضافة إلـى الفـن والادب ،اضافة هويات النـاس و تحـدد تراثهم. فلا إنسـانية، ولا عقلانية “للعيـش معـا ّ مـن دون ثقافـة إلأ بوجودها ، وُنظرة إلـى الثقافة كواجهة والتزام أخلاقي في بناء المجتمع.
ان أسـاليب الحيـاة وطرائق ً ومنظومات القيم والتقاليد والمعتقـدات هي َ علـى نحـو متزايـد عنصر أساس في الاستدامة ، والثقافة لها الدور الرئيسي في صيغـة العديـد مـن أهـدافها التنموية. علاوة علـى ذلـك، و إمكانـات الثقافـة لتحقيـق تنميـة اجتماعيـة واقتصاديـة شـاملة مـن أجـل التناغـم بالعيش الكريم والسلام والامـن، إن ّ الهوية شـعور بالانتماء إلى مجموعة بشـري ّمعينة وهناك مشتركات فيمـا بينهـا وميزات مشـتركة مـن أهمهـا اللغة والارض التي ينتمى اليها والتاريـخ والحضـارة والتعبيـرات الثقافيةّ المتميزة نفسـها بهـا تعـرف تلـك المجموعـة البشـري للاخرين ، ان بلاشك التراث ضروري للحفاظ على وجود تنوع ثقافي ليصد محاولات تمييع هوية الشعوب وتنوع ثقافتها،وهو مهم لأنه يعزز الحوار بين الثقافات، كما أن التراث مليء بالمعرفة والمهارات التي تناقلتها الأجيال منذ القدم، ويعزّز التراث الوحدة والمواطنة وروح المشاركة لوجود قواسم مشتركة بين أبناء الشعب الواحد، وهو أيضًا يعزّز من التكامل بين مختلف الشعوب.،كما ان الحفاظ على التراث (و الذي يعني كل ما وصلت إليه أمة أو شعب حيث أن التراث يرتبط بتاريخ هذا الشعب أو الأمة منذ نشأتها إلى عصرنا الحالي و يعتمد على ما ورثه الأبناء من أجدادهم القدامى من عقائد وعادات وشكل الملابس بل أفكارهم وأدواتهم وفنونهم وادأبهم وعلمائهم وقيمهم ومفاهيم وحكم وأمثال وأعياد تخصهم وكيفية الاحتفال بها وشكل وطقوس الاحتفال بل أيضاً حكايتهم المأثورة وطريقتهم فيتقديم الفنون مثل الموسيقى والرقص والغناء و ألعابهم وشكل وتصميم مدنهم وقراهم من تصميم وأبعاد والكثير من رويتهم لوطنهم وأمتهم وأيضاً أحكامهم وأشكال العلاقات الإنسانية والاجتماعية ومفهومها وطريقتهم في التعبير عن الفرح أو الحزن وطرق تزينهم وأيضاً صيانة لغتهم) وتفسيره في إطار علمي ومنطقي يمكن أن يأخذ دورًا بارزًا في التطور الاجتماعي للدول وبناء المجتمعات، كما لاحظ البنك الدولي في مجال عمله في التنمية أن جميع المحاولات الإنمائية تُبنى على أبعاد ثقافية واجتماعية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، ورغم أن الموروثات أصيلة وثابته، إلّا أن التغيير إلى رؤية أكثر شمولية للبقايا المادية للماضي سيتحقق لينتج عن ذلك ثقافة قوية وغنية مُستمدّة من ثوابت الماضي وفكر الحاضر.
ان التحديات التي تواجهها الدول النامية ومنها العراق الحبيب في السنوات العشرين الاخيرة من القرن الماضي وبدايات القرن الحالي من حروب عرقية و مذهبي أهلية وجرائم ظلامية ونشـوء وانتشـارلحـركات تكفيرية تكشـف لنـا عـن أزمـة هويـة ذات أسـاس ومضامين مختلفة اهمها التهديد الثقافي والفقر والشعور بالعجز والانسلاخ والانسحاق بإشعال الحروب والعنف والانتقام الذي نراه يتحقق اليوم ولذا فالجهل الثقافي هو سيف مسلط على رقاب شعوبها مما يسبب خطراً اصبح يتخوف منه العالم أجمع ورسمت بداية القرن الحالي تحولات أفسحت المجال للقوى الكبرى للسيطرة على مقدراتها مما تعاظم معها الأهمية الثقافة كي لا تتحول الى عنف واضطراب خطيرين وتبنت القوى الدخيلة الحروب الداخلية وتألفت المجموعات الإرهاب داخلياً حتى في البلد الواحد . أن الإنسان القويم شديد التمسك بتراثه وبمعرفته والاندماج فيه و يكون من الصعب اجتذابه إلى ثقافات رديئة وسيئة أو دخيلة أو الثقافات الرديئة أما الإنسان غير الملم بثقافته وتراثه فمن السهل اجتذابه والإيقاع به في تلك الثقافات الرديئة الغريبة مما يسهل فيما بعد القضاء على هويته الحضارية والتراثية وبعده عن ثقافته الأص