22 ديسمبر، 2024 10:23 م

الثقافة والتحضر في ايامنا

الثقافة والتحضر في ايامنا

إذ كل الناس اليوم اساتذة ودكاترة وكتاب وفنانون وشعراء كما ترون ، فلم ارَ رجلا عاميا (ليس دكتورا ولا شاعرا ولا اديبا او فنانا او كاتبا)! منذ سنوات . وليتني اجد واحدا لأكتب له شيئا يعتمل في نفسي واود ان يقرأه لي .!
و اذن والامر هذا ، فعلينا ان نجد معايير اخرى ومختلفة وجديدة للثقافة والتحضر ، حيث وكما ترون ايضا فالمجتمع يعج بالفوضى والهمجية (وهما عكس الثقافة والتحضر) ، اذن ثبت بالدليل ان الشهادة والمهنة والموهبة لم يعد اي منها دليلا او عنوانا للثقافة او التحضر .!
فلننطلق اذن وضمن تغييرات وتحولات عصرنا الكبيرة والجذرية الى العمل على ارساء هذا التغيير ، وهذا ليس ذنبا ولا عيبا ، فكثيرون تجرّأوا على الدين ليغيروه ، وعلى القيم ليبدلوها ، بل وحتى على الله ليستبدلوه بآخر يروق لهم ، فما وجه الاعتراض على تغيير معايير الثقافة والتحضر.؟
هناك ابتداءً عديد الأسباب للشروع في هذا التغيير ، احدها ما قدمناه اعلاه ، والاخر وبناء عليه فاننا ندخل في اشكالية كبيرة ناتجة عن المعايير القديمة ، فانك تتكلم الى شخص يطرح افكارا همجية ك(عسكرة المجتمع) او (تقديس القائد) او (الانتخاب للعشيرة) او ماشابه ، ويطرحها بكل اريحية ويدافع عنها بقلمه ولسانه ،ولما تهجم عليه بحجتك يقال لك تمهل يا اخي وقف مكانك فانت لا تعرف الرجل ، فهو مثقف ومتحضر كبير ! فتقول وكيف ؟! فيقال لك انه الكاتب فلانً! او الدكتور فلان ! او الشاعر فلتان ! او الفنان فلنتان !
طيب ، وما دخلي انا بلقبه ومهنته وموهبته ! الرجل يطرح طروحات همجية ومتخلفة تعيد المجتمع الى عصر الظلام الطائفي والى عصور الثورات العسكرية والمليشيات التقاتلية والتصرفات الولائية ، فاين هذا من لقبه وفنه وموهبته ومهنته !؟
لا ،، لم يعد هذا مناسبا ابدا . لننطلق الى تاسيس معايير جديدة تُقيّم من خلالها الثقافة ويقاس عبرها التحضر .
كالايمان بالمواطنة (فعليا) دون تحيز ولا شعرة لطائفة او مذهب ، والانتخاب على اساس الكفاءة والنزاهة دون انحياز قيد انملة الى عشيرة او صحبة ، والاخلاص بالعمل دون تمييز ولاقدر ظفر بين وظيفة و اخرى او مهنة وغيرها ولا بين منصب و دونه ، واحترام الناس ومايدينون ويعتقدون ولامجادلة الا بالتي هي احسن ، واحترام الخصوصية و تقدير الحرية بحدود احترامها للذوق العام .
وهكذا،، معايير كهذه وامثالها ،، نعرف بها الرجل المثقف المتحضر ونشير اليه بالبنان وليذهب الاخر هو وكتبه التي يحملها تحت ابطه ، واقلامه التي يبرزها من جيبه ، وشهاداته التي يعلقها من وراءه ، واشعاره التي ينشرها في ديوانه ،،، الى حيث .