تعلمنا منذ الصغر ان الحكم من وراء المكاتب تعال .. واصطلاحا تعني البيروقراطية في علم السياسة .. ويبدو أنها انتشرت وبشكل ملحوظ من خلال ظاهرة كثرة المسؤولين في بلدنا العراق ,حيث تتمتليء شوارع بغداد بمواكب المسؤولين مع عشرات السيارات وصفارات الخطر التي باتت معروفه لكي نفرغ او نتجنب الشارع او الطريق حتى يمرون ..!!. وصارت تلك محل تهكم ورفض من قبلنا نحن عامة الشعب .. ..
لكن أن تنتقل هذه البيروقراطية للوسط الثقافي فتلك مصيبة كبرى .. لأنه وسط عامة الشعب منه تخرج النتاجات الجمالية التي تعالج هموم ومشاكل الانسانية…
ولابأس أن يرى البعض من الادباء والكتاب أنهم في مراحل الثقافة المتقدمة وأن يسعى لنشرها وتطويرها لكن أن يرى الآخريين مجرد ارقام هامشية ويتفضل عليهم بالسلام أو السؤال والحوار أو يرى نفسه طاقة كبرى لا تضاهيه اخرى ويبدأ بالتصرفات العبثية المفتعلة حتى يقال عليه فنان او اديب من خلال ملبسه أو تصرفاته أو طريقة تعامله المجه مع الآخرين .
وهنا نحذر ونقول اياكم وتدنيس الادب هذا العالم الروحي الذي نستمد منه الحياة والروح الطيبة والنقاء فهو تشذيب للنفس البشرية من ادران الارض الملوثة ..
عشرات المشاهد نلاحظها في الفعاليات الثقافية والتي تقيمها بعض المؤسسات الثقافية المدعومة لبعض المحسبوبين على الثقافة .. لا تستطيع أن تصل اليهم أو تحاورهم لما احاطوا فيه انفسهم من هالة فارغة و كبرياء زائف. ..
وأول المشاهد البيروقراطية هي في مؤسساتنا الثقافية وزارة الثقافة ودوائرها .. والاتحادات والنقابات الثقافية دون أستثناء.. ومن الصعوبة بمكان أن تحظى بمقابلة مسؤول ثقافي حتى تشرح له افكارك او همومك او مقترحاتك لأنك ستصدم بحواجز تبدأ بالسكرتاريات ومدراء المكاتب وتنتهي بحماياتهم الشخصية .. أو استعلاماتهم المخزية التي تجابهك دائما بالسلب والشر .. وللاسف انتقلت حمى التبقرط للنقباء الذي افرطوا في التعالي اكثر من المسؤوليين الحكوميين ..
ومن هذا الافراط البيروقراطي عدم اكتراثهم لما ينشر أو يكتب .. وعلى قولهم كلام جرائد لا يسمن ولا يضعف .. وانا أرى الكثير من الاشكاليات التي تنشر في المواقع لوكانت في الدول المهتمة بمثقفيها ممكن أن تقال وزارات وليس مناصب ثقافية ..
الجميع يكتب لكن يبدو لا احدا يقرأ .. ولا يكلف احد نفسه بالرد .. ويتهامسون بضحك فيما بينهم دعوهم يتكلمون ويكتبون .. انها الديمقراطية .. لكن نحن من سيفعل ما يريد .
اتقوا الله ايها الموكلون بالثقافة في العراق أنها مسؤولية اخلاقية اولا وتاريخية ستسجل لكم أو عليكم .
خذوا كل شي واتركوا لنا نقاء الثقافة .