18 ديسمبر، 2024 11:18 م

الثقافة اللغوية والعلمية!!

الثقافة اللغوية والعلمية!!

الثقافة اللغوية من أهم المرتكزات التي تساهم في بناء الحضارة المعاصرة , ولهذا تجد التقديم للجامعات في المجتمعات المتقدمة يقتضي إجتياز إمتحانات صعبة في اللغة , لأن الذي لديه ضعف في اللغة لا يمكنه أن يفكر بأسلوب صحيح , وإنما سيكون تفكيره متناسبا مع قدراته اللغوية , وما يكنزه من ثقافة لغوية تؤهله للتعامل مع الأفكار والوصول إلى الإبتكار.
فالعقل السليم في اللغة السليمة والنطق السليم.
وكلما زادت المفردات اللغوية تنامت قدرات العقول على التفكير الأرجح.
ولكي نبني مجتمعا زاخرا بالمعارف العلمية , لا بد من تسليحه بالمهارت اللغوية التي تحفزه على التفكير العلمي المبين.
ومهما كتب المفكرون وحللوا وفسروا وأمعنوا في أسباب التأخر والتدهور الذي يحصل في أمة العرب , فأن العامل الجوهري لكل المصائب العربية يكمن في ضعف اللغة وفقدان العلم كمنهج وأسلوب في الحياة , والإثنان مرتبطان ببعضهما , فكلما ضعفت اللغة ضعف العلم.
فالمنهج العلمي هو الفارق الأساسي ما بين العرب وغيرهم من الأمم والشعوب , فالعرب لا يفكرون بطريقة علمية وإنما بخرافية ولاهوتية وسرابية وضلالية وإنحرافية وبهتانية , ويمعنون في ما لا يعرفون ويدركون , فينزلقون في الأوهام والتقديرات اللامعقولة , والتي تثير العجب والإستغراب لدى الآخرين في الأمم المتقدمة عليهم.
ولهذا فأن العرب يعجزون عن حل المشاكل ويجيدون تعظيمها وتضخيمها , لأن المنهج العلمي يريد حلا , والخرافي يريد ما يؤكده ويبرره.
ولكي يعيش العرب في عصرهم ويمارسون الحياة في مكانهم وزمانهم , عليهم أن يهتموا باللغة كوسيلة وأداة ومهارة , وبالعلم كمنهج وأسلوب للتفكير والمعاينة والتفاعل مع الذات والموضوع.
وإن تعذر على العرب تعلم اللغة السليمة ومنهج العلم والتفكير العلمي المعاصر , فعليهم أن يتدثروا بتراب الماضيات , والتغني بقال فلان وذكر فلان , والدنيا تتسارع في رقيها وهم يسعون للتواري بالأكفان!!
وتلك لغة الضاد لعلكم تعقلون وتعلمون!!