23 ديسمبر، 2024 10:01 ص

الثقافة العمالية..تملأ فراغا ثقافيا في العراق

الثقافة العمالية..تملأ فراغا ثقافيا في العراق

هكذا تكاد تخلو المؤسسات الثقافية العراقية الرسمية وشبه الرسمية من الفعاليات الثقافية الفنية الرصينة نتيجة مايسموه التقشف المالي الذي اصبح ثقافيا ايضا ..وفي بلد مثل العراق المعروف بأرثه الحضاري الذي يمتد الى الآف السنبن قبل الميلاد وبعده .. صانعوا الثقافة والفن بطرق ملتزمة بالذوق العام والنفس التربوي الرصين .. فمن هنا في ارض الرافدين خرجت اسطورة جلجامش .. وقصة الثور المجنح في نينوى .. وقلاع الحضر العالية .. ومسألة حمورابي القانونية الشهيرة .. تراكم تاريخي فريد من نوعه .. لم ينقطع الا في اوقات الغزو الخارجي لكنه يعود بقوة بعد حين .. لكن للأسف نلاحظ الآن هناك القليل القليل من النشاطات الثقافية تعرض او تنشر على الرأي العام .. وتبحث عنها مليئا الى ان تعثر عليها .. طبعا مع عدم نكران حق نشاطات محلية محدودة لبعض الفرق والمنتديات والقاعات الثقافية وعلى سبيل المثال لا الحصر فرقة تربية ميسان للمسرح وهي تنهض من خلال فنانين جيدين وبإمكانيات مادية بسيطة .. وقاعات تشكيلية نشطه مثل قاعة حوار ومؤسسها الفنان قاسم السبتي .. وأنشطة اخرى لو حسبناها هي على عدد اصابع اليد .. ولولا شارع المتنبي لضاعت الثقافة بكل انواعها في العراق .. رغم ضعف بعضعها الذي دب فيه ايضا بعض الوهن الثقافي واعتمد الجانب الاعلاني اكثر ما هو ثقافي .. لكنه الى حد الآن مقبول .
امس في لقاء مع الاخ الاستاذ علي رحيم الساعدي رئيس الاتحاد العام للعمال في العراق شاهدت خلية نحل عمالية تجوب اروقة الاتحاد وبالرغم من محدودية المكان الا أن هناك نشاط للثقافة العمالية وباكورة اعمالها مسرحية المسطر لمؤلفها ومخرجها الاديب العراقي عباس لطيف .. ورشة عمل راقية للعمال وهم يسطرون ابداع ثقافي في زمن الاحتضار الثقافي .. ولتحرك الشغيلة بهذا الاتجاه له معنى كبير ورسالة بأنهم هم حملة الفن الراقي المعبر عن هموم الجماهير .. وهم الشعلة المتوهجة لنضال الشعوب .. وهذه تحسب للطبقة العاملة العراقية وهم يؤسسون بيت الثقافة العمالية .. الذي بدأ يرى النور من خلال دعم قيادة الاتحاد وجهد وابداع العاملين في الثقافة العمالية التي عودتنا منذ خمسينيات القرن الماضي أن تكون السباقة في الفكر والثقافة .. فمنهم خرجت اغلب انتفاضات وثورات العراق.
ان هذه المؤسسة العمالية الثقافية تحتاج الرعاية من قبل الدوائر المعنية ..وخاصة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الثقافة المتصدر الاول للثقافة العراقية .. من خلال الدعم المادي والمعنوي ومنها بناء المسارح العمالية البسيطة ..
مسرحية المسطر التي سيقدمها المسرح العمالي تحكي بنكهة شعبية معاناة الشغيلة وهم ينتظرون من يمر عليهم ليختارهم في عمل شاق لكي يستمروا في العيش في ظل الهيمنة البشعة لبعض القوانين الحكومية وغيرها في القطاع الخاص .. عمل متميز سيرى النور في عيد العمال العالمي .. وهو دليل على ان من يريد الحياة الحرة الكريمة عليه أن يبحث ليجد ابرز الوسائل لتحقيق غايات مشرقة للمجتمع.
طوبى لكم عمال العراق وتحية لرائد وراعي الابداع العمالي الاخ علي رحيم رئيس الاتحاد المتابع الواعي والذكي لهذا العمل والفعاليات الثقافية والفكرية الاخرى ..
مساحة ثقافية امتلأت بجهد كبير ومال قليل .