في ظروف التحولات الخطيرة التي تحدث للشعوب يستغل اللصوص والمزورون (على رأسهم مزوري الشهادات ومزوري التاريخ) هذه الظروف لمحاولة قلب الحقائق والتزييف والتسلق وصولا الى الغنيمة.. والعراق في تحولات مابعد 2003 حدث فيه العجب العجاب ، ظهرت بطولات وأبطال للزيف والكذب والتدليس .. ظهر الأدعياء وقناصو الفرص والمتملقون والمتسلقون، كما برز أصحاب الأقنعة وما أصحاب الأقنعة (الذي يجيدون الألعاب البهلوانية بدرجة قرقوز ومهرج سيرك) ..في هذه الظروف يغيب عادة الضمير الحي، كما تغيب الذاكرة في زحمة وضغط وارتباك الظروف والأحوال المصاحبة للتحولات.. ولأن التحول العراقي كان من نمط الأساطير بكل مارافقه من انقلاب دراماتيكي وعلى رأسه السقوط الفضائحي المدوي للديكتاتور الكارتوني وسقوط ورقة التوت عن أسطورة الأخ الأكبر** الذي لايقهر..الأخ الأكبر الذي اشاع الرعب والتفكك على كل الأصعدة .. انهزم المجتمع والفرد امام عتو الأخ الأكبر وجلاوزته.. لكنه ظهر على حقيقته زعيما كاريكاتوريا ، وخاصة لدى هروبه واختبائه في الحفرة ومشهد إلقاء القبض عليه وتفتيش لحيته القذرة خاضعا مستسلما مهزوما متوسلا ،كما حدث عندما خضع لاشتراطات خيمة سفوان في هزيمة (أم معاركه الكاذبة) ومالحقها من اشتراطات أممية، كان منها قبوله لفرق التفتيش بالدخول الى قصوره وغرفه الشخصية..ومثلما كان الأخ الأكبر كاريكاتوريا فقد رافقه جيشا قرقوزيا عرمرما من الفيلق الإعلامي وفيالق الأدباء من الشعراء والروائيين والقصاصين، ممن يجيد مهنة البوق الدعائي والمدح للطغاة من اجل فتات الترويض التي يرميها الأخ الأكبر الى مداحيه.. لكن التحولات الدراماتيكية لسقوطه قد دفعت البعض (واستغلالا للظروف المصاحبة) الى التزييف وغسل التواريخ القذرة وخاصة حين يكتب هذا البعض.. لكن غاب عن هؤلاء المدلسين ان هنالك من شهد الوقائع ويمتلك الذاكرة الحية ،كما يمتلك شجاعة الصراخ بوجه المزيفين ،هو الذي دأب على الصراخ بوجه الأخ الأكبر وجلاوزته وأبواقه..ان السكوت على مايطرح من تزييف لهو سكوت الشيطان الأخرس ..لقد دأب الاخ الاكبر وطباليه وهزازيه على اقامة حفلات التيس الشعرية بمهرجانات تروج لسلطة (التيس الاكبر).. وهاهو اتحاد الكساح الثقافي يعيد امجاد التيس الاكبر ويقيم مهرجانات الثقافة الستريبتيزية بقيادة وزارة الثقافة اللقلقية واتحاد تفقيس بيض اللقالق كما هو حال انتاج افلام اللقالق بقيادة مؤسسة السينما والمسرح التفقيسي .. تاجروا هذه المرة في مهرجان التيس المربدي باسم (محمود البريكان)الشاعر القتيل الذي قيد قتله ضد مجهول( اسألوا ضابط التحقيق في ملف مقتله ).. ركض الراكضون ولهث اللاهثون وتعرى المتعرون من شهود الزور الى حفلات التيس المربدية.. جاء المزورون والمزيفون المدمنون على شطف مؤخرة التيس الاكبر سابقا وحاليا.. جاءوا وحدانا وزرافات..جاءوا ليقرعوا نخب المشاركة في مديح مؤخرة التيس ( لقد كان تيسا واحدا واصبحوا تيوس عددا) .. انها ثقافة بنات آوى التي تعيش على فتات الموائد.. على وليمة الفطائس.. فتات سيرك الترويض والتهريج.. ماذا يفعل 250 شخصا ممن يسمون كوكبة من المثقفين ( تسمية كتبها محمد عبد الجبار الشبوط ـ رئيس شبكة الاعلام العراقي ـ عمن راح يوقد شموع حفلة التيس مع رئيس الوزراء نوري المالكي وبعض منهم كان يقيم ذات احتفال التيس الاكبر مع صدام حسين ـ سنتناول هذا اللقاء بالتفصيل وبالاسماء ـ). ماذا فعل ( شهداء زور الأمس ) وماذا يفعل الآن ( شهداء الزور اليوم )غير ان يأكلوا ويشربوا ويسكروا و(يضرطوا) حتى يتبين الخيط الاسود من الخيط الابيض من الفجر ..كان العراق بالأمس يقاد الى المقصلة (حروب ، سجون ، اعدامات ، جوع ، منافي ، سماسرة وقوادون، شهداء زور.. الخ )على يد (التيس الاكبر)، وهاهو العراق يقاد على يد جمهرة التيوس الى المقصلة (مفخخات، دم نازف، حروب داخلية ، سرقة وفساد ، مافيات للسمسرة والقوادة ، شهداء زور ..الخ )… لقد تشاجر زعماء شهادات الزور حول تمويل مهرجان المربد الاخير .. تشاجرت الديوك الرومية لمايسمى الثقافة العراقية.. نشبت معارك الاتهامات حول تمويل حفلات تمجيد التيوس الجدد .. صاح ديك رومي هرم وادرد بأن 80 مليون دينار مبلغ غير كاف ، فيرد ديك رومي هرم آخر بأن محافظة البصرة شاركت بمراسيم اقامة الحفلة المربدية وكان المبلغ المذكور هو من صميم خزانة وزارة الثقافة الدفاعية اللقلقية .. اوقفوا مهزلة حفلات التيوس .. اوقفوا مهزلة شهداء الزور على مصرع البلاد وتقطيع اوصالها.. السيارات المفخخة تضرب الناس وتنشر رائحة الموت وهؤلاء المربديون يقيمون ولائم البذخ على جثة الشعر المتفسخة.. اية كارثة وصل لها من يسمون انفسهم (مبدعون) و (شعراء).. احدهم كتب ( اجلس الآن مع الشاعر الكبير) فكان سؤالي له كم كبره.. كبير كما لو كان بقرة شعرية منتفخة ..شعب يعيش في العشوائيات.. شعب بلا ماء ولاكهرباء.. بصرة تموت من العطش ومن المفخخات ومن السماسرة ومافيات السرقة والموت ، ويأتي شهداء الزور ليضرطوا ضرطة شعرية مربدية كبرى..اصحاب فتح الفتوح في الضراط الشعري يركضون على ابواب السلطات من اجل المنحة والهبة السلطوية التي قيمتها مليون سنويا ( يالرخص وتفاهة هؤلاء ،وهم ذاتهم كانوا يركضون من اجل هبات التيس الاكبر في التسعينات)… بالأمس منحهم التيس الاكبر اراض، وهاهم ينتظرون عطايا التيوس من الاراضي .. ياشهداء الزور كفى ..ويابلاد كفى .. يابلاد، ان هذه الجثث بحاجة الى قيامات..
[email protected]
# الحلقة الثانية عن معرض بغداد للكتاب