25 نوفمبر، 2024 8:23 م
Search
Close this search box.

الثعلب الرمادي

الثعلب الرمادي

إن تسارع الأحداث التي عصفت بالعراق، ومااعقبها من تطورات وظروف قتالية شائكة والتي استجدت على مسارح العمليات خاصة بعد اغتصاب مدينة الموصل وماسبقها من حالات عصيان واشتباكات مسلحة وعمليات عسكرية في الرمادي والفلوحة، قد حدت بالعراق التربع على مفترق طرق سيؤدي به إلى جميع الاحتمالات الحافلة للعديد من المقتربات السياسية والمصيرية والديموغرافية والعسكرية، فمنذ ذلك الحين، والى الآن، فقسم من أرض العراق وللأسف الشديد تحولت إلى محرقة والى حلبة كبيرة من حلبات الصراع والاقتتال، مع تطور ملحوظ لاستنزاف الطاقات البشرية والمادية والبنيوية، كما لم تكن تلك الأحداث بما يصح عليها الوصف ان تنعت بالمفاجأة أو الصدفة، فهذه الحالة وكما يبدو عليها من خلال البصمات التي تحملها انها وليدة مخطط “قديم-جديد” عكفت على دراسته منذ عشرات السنين اعتى المنظمات العالمية الصهيونية والموسادية، ونفذتها أداتها الادارة الأمريكية والأدوات الاخرى من الادارات المتواطئة معها من دول الاستكبار العالمي في العام 2003 عندما سنحت الظروف المناسبة لاحتلال العراق وتنفيذ تلك الخطة بحذافيرها.

وكان من علامات تلك الخطة المبيتة حل الجيش العراقي السابق من قبل الحاكم المدني “برايمر” تمهيدا لتقويض الدولة العراقية، ولحلول الفوضى في البلد ونزول البلاء فيه إلى حد الصراعات والنزاعات المذهبية والسياسية والاجتماعية والاقتتال العبثي الغير مبرر، وبذلك القرار تم القضاء المبرم على اقوى مؤسسة عسكرية عربية-إسلامية عمرها آنذاك 82 سنة أنفق عليها آلاف المليارات من الدولارات التي أرهقت الميزانية العراقية طوال تلك العقود من السنين، ومن ثم تفكيك ماكنتها وامكانياتها التي تعرضت للنهب والعبث والتدمير والبيع في سوق الخردة، فكان ذلك هو لب المخطط ومخه، وكان المفروض على الساسة العراقيين أن يقفوا بوجه هذا القرار دون تنفيذه، أو على الأقل كان المفروض في حينه “أن تستجمع الوحدات العسكرية في ثكناتها خلال فترة الاحتلال، لفرز الغث من السمين من الضباط والمراتب، والمتهم من البريء، والمهني من الشمولي”، وأن العملية برمتها آنذاك “لاتحتاج إلا سوى إصلاح المؤسسة العسكرية وإدامتها ورفع معنوياتها، والنظر في إعادة تنظيمها على أسس مهنية، وتطوير واقعها من تسليح وتجهيز وتدريب وتحديث، و”فلترتها” من العناصر السيئة” والواقع العقائدي، لتواكب الواقع العراقي الجديد، ولتكون مادة ونواة وخبرة وحولا لقواتنا المسلحة الباسلة الحالية.

حالة حل الجيش هذه، ولدت فراغا عسكريا كبيرا في المنطقة وفي الساحة العراقية، فضلا عن انها تركت عاملا نفسيا مؤثرا بين صفوف العراقيين كحالة راهنة كانت هي الأقرب إلى مرحلة اليأس ذلك لأن ذاك الجيش مابني إلا على حساب قوتهم وعلى انخفاض نسبة متوسطات دخولهم ومعايشهم.

كما وأن هذا الفراغ ساهم في بزوغ وتنامي الاستعدادات السلبية لبعض دول الجوار والكيان الصهيوني لتنفيذ أجنداتها واحقادها الكامنة ونواياها السيئة التي تصب بكل تأكيد لتمزيق وحدة العراق وتفتيتها لصالح الاجندات المذهبية والصهيونية التي بشرت بها القاعدة وداعش، وغرزت خنجر التقسيم الاعرابي في خاصرة العراق، وهي النتيجة المدروسة لذلك المخطط المشؤوم الذي نفذته أمريكا كما سبق.

هذا وبعد أن أسدل الستار على الفصل الأول الذي يمثل حالة الاحتلال وحل الجيش، توالت بقية الفصول السياسية والأمنية والاجتماعية والعسكرية تترا، تنزل على رأس العراق كان آخرها فصل خطف مدينة الموصل وتواجد عصابات داعش على التراب العراقي، “والتي تبنت سياسات القتل والارهاب، والإبادات الجماعية، والتصفيات العرقية والمذهبية، والإقصاء والتهجير والانتقام والتنكيل العنصري، وتفجير المقامات الدينية والتاريخية، والسبي واغتصاب النساء، وتعميم جريمة جهاد النكاح”.

وهذا الفصل الذي نفذته عصابات داعش ماهو إلا ثمرة من ثمرات ذلك المخطط الخبيث الذي تعاضد في انتاجه أمريكا وتركيا بدعم لوجستي وأموال أعرابية، وهذي صورة نادرة على هذا الرابط جمعت السناتور” جان-مك-كين وابو بكرالبغدادي عام 2013 في تركيا”، http://www.non14.net/53203 كدليل قاطع على أن بما يسمى بالدولة الاسلامية ” داعش” وخليفتها “أبو بكر البغدادي” هما من نتاج تلك الخطة.

وهذه صحيفة واشنطن بوست التي نشرت في 2014/08/20 معلومات عن تورط تركي بدعم “داعش”
عشية صدور قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2170 حول محاربة تنظيم بما يسمى ب“الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش” و”جبهة النصرة” ومعاقبة الدول التي ترعاهما، إذ نشرت حوارا مع أحد قيادي “ داعش” المدعو “أبو يوسف”، والذي كان متواجداً في منطقة الاسكندرون )هاتاي( التركية حيث يدير نشاطاته من هناك.

المسؤول “الداعشي” أوضح أنه تتم معالجة مقاتلي التنظيم في مستشفيات تركيا، وان أنقرة تقدم لهم التسهيلات، بل إنها تفرش لهم السجاد الأحمر.
فالمعلومات التي قدمها أبو يوسف ليست جديدة على متعقبي أخبار التنظيم وعلاقته بتركيا، فعشرات التحقيقات صدرت في الصحف الأميركية تحديداً، والتركية، وعشرات التقارير كتبت حول الدعم التركي اللامحدود لهذا التنظيم، بينما كشف سياسيون أكراد داخل تركيا أكثر من مرة عن وثائق بالصوت والصورة تؤكد الدعم التركي.

وفي غمرة الإدانات الدولية لإرهاب“داعش”، كانت مجموعة من مئات الأشخاص تؤدي صلاة عيد الفطر الماضي في منطقة عمرلي في اسطنبول، وتدعوا إلى“الجهاد” ومبايعة “الخليفة أبي بكر البغدادي”.
ولم يحرك بلوغ الرقم إلى خمسة آلاف عنصر في“داعش”من أصل تركي،أية مخاوف لدى الحكومة التركية، ولا رقم أن ثلاثة ملايين تركي، في دراسة أجريت مؤخرا، يعتبرون أنصارا بل قاعدة لتنظيم “داعش” في تركيا، بما يعكس توفر بيئة حاضنة لهذا التنظيم في تركيا.

أما فيما يخص التورط الأمريكي فان القائد الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط لتلك العصابات الإرهابية هو رجل المخابرات الأمريكية “مايكل فيكرز” وهو المحرك الحقيقي لتلك العصابات، والذي ساهم سابقاً في تأسيس ظاهرة “التنظيمات الجهادية” في أفغانستان،
وهو الطرف الثالث في ثورات “الربيع” والانحطاط العربي.
وهو التلميذ النجيب “لزيبغنيو بريجنسكي” وأحد “ذئابه الرمادية” التي تناولها أحد الكتاب العرب في كتابه “رأس الأفعى بريجنسكي” الذي صدر منذ سنتين بدار الكتاب العربي.

وأضافت التقارير أن “فيكرز” هو أهم المهندسين المشرفين على برنامج الوكالة المركزية للاستخبارات لتفريخ وتدريب وتسليح الحركات المتطرفة, التي تضاعف حضورها منذ الوجود السوفييتي في أفغانستان, والحائز على “جائزة وكالة الاستخبارات الأميركية لإنجازه أبرز مخطط استراتيجي وتنفيذه أكبر عملية سرية بتاريخ ال ‘سي آي إيه’ وهي استخدام المقاتلين في أفغانستان لدحر القوات السوفيتة!”.
وعندما استدعى الرئيس بوش, بريجنسكي في نهاية 2006 في كامب ديفيد للتخطيط لخروج الجيش الأمريكي من العراق أرسل في طلب “فيكرز الذي وضع خطة انسحاب الجيش والإبقاء علي مجموعه منه تعمل تحت إشرافه حتى تاريخه وتكوين خلايا سرية من المتطرفين العرب والأجانب”.

هذا هو المختصر المفيد عن “الذئب الرمادي، مايكل فيكرز” القائد والمخطط لكل العمليات الإرهابية في الشرق الأوسط، وبامكان القاريء الكريم الحصول على مزيد من الصور والتفاصيل من خلال الدخول على هذا الرابط، http://www.non14.net/53207 – .

كما وكشفت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حقيقة إن الفصل الأخير من هذه الخطة إذا ماتم بلوغ مرحلته في العراق وصار قيد التنفيذ، فهو يمثل حالة التقسيم بلا شك، وعندها يكون اقليم الشمال الحديقة الخلفية لتركيا وأهم مصادر الحصول على النفط المستخرج من حقول كركوك الذي سيساهم في خدمة المصالح التركية والاسرائيلية، اضافة إلى ابقاء لعابها سائلا بصدد مطامعها التاريخية في مدينتي الموصل وكركوك، ربما تسعى لهيمنتها عليهما عندما تكون الظروف مؤاتية.

هذا وقد كانوا اخواننا الاكراد ينعمون بذلك الحق ابان فترة حكم نظام الصنم بشكل فعليً, وزيد على تلك النعمة تمتع سياسيهم وبقية مواطنيهم من القومية الكردية بالاموال والامتيازات والمناصب على حساب بقية أبناء الدولة العراقية اضافة لمناصب ووظائف الاقليم التي تدفع تكاليفها من المركز, مع الاحتفاظ برؤوس أموال كردستان والموارد الاخرى تنموا وتستثمر في بنوك وأماكن أخرى لايعلمها إلا الله والراسخون في العلم، مما يتيح للإقليم التلويح والتهديد بالانفصال عند كل فرصة وعند كل نائرة يشتد فيها الوطيس.

أما اقليم السنة سيكون من نصيب “السلاجقة وداعش” الذي يتيح لهفا مجاورة الأردن والجزيرة والخليج، وبذلك تتقوض مهمتهما لاشعال الفوضى والفتن المذهبية بشكل عشوائي وبحسب ماتقتضيه مصلحة أمريكا والكيان الصهيوني في المنطقة، وفي الخليج خاصة، عندذاك ستقوم أمريكا بفرض أسعار النفط التي تناسبها وتروق لمصالحها الاقتصادية، فضلا لمجاورتها-أي داعش- لاقليم شيعة وسط وجنوب العراق الذي تجعله في حالة تأهب قصوى دائمة على مدار الساعة، كما ويتيح وجودها في هذا الاقليم مصدرا لمساومات وضغوطات أمريكا مع إيران بين الفينة والاخرى كبادرة منها لرعاية أمن ومصالح اسرائيل، بالإضافة إلى جعلها-أي داعش- مصيدة تتحكم بإشعال فتيل الصراع المذهبي والسياسي والاجتماعي في كل لحظة تختارها أمريكا، ومصيدة دموية لكل من يتقاطع مع سياسة وأهداف أمريكا في المنطقة، ولكن سنة العراق الأشماء لن يسكتوا عن هذا الوضع المزري، ولن يبقوا مكتوفي الأيدي لما سيتعرض له هذا الاقليم من تواجد السلاجقة وداعش على ترابه الطاهر.

أما اقليم وسط وجنوب العراق الشيعي هو الاقليم الأكبر من الناحية الاقتصادية والسكانية، والأقل حظا من ناحية توزيع الثروات والمناصب والتنمية والاعمار والدرجات القيادية الوظيفية، ولا قيمة أيضا للاقترائات التي يطلقها بعض المتأزمين والمشككين والمتنطعين من أن جنوب العراق يكاد يكون مقاطعة ايرانية مكرا وتدليسا، صحيح أن وسط وجنوب العراق سيعطي امتدادا واسعا لحدود إيران، وصحيح أن إيران كذلك ستمثل العمق الاستراتيجي والعسكري لهذا الاقليم عندما تستجد الاصطفافات في مقارعة الاعداء المشتركين لكلا الطرفين، ولكن هذا الأمر لايلغي هوية هذا الاقليم بتاتا، بسبب عدم تطابق بعض البصمات وبعض المشتركات المتعلقة باللغة والدم والثقافة والتأريخ والعادات والتقاليد والاعراف، وهذا الحال إذا تحقق مستقبلا فهذا لايعني على أنها حالة من حالات التبعية، بل حالة من حالات رعاية المصالح المشتركة، وفستكون الإصطفافات الجديدة حينئذ ضرورة ملحة وقصوى لدفع العدوان ولتدارك الشرور عن كلا الجانبين، وعندما يكونا في خندق واحد للحفاظ على الثوابت والمسلمات المشتركة وحفظ بيضة الإسلام، فهذا حق طبيعي تسعى له جميع دول المنطقة والعالم للحفاظ على ثوابتها ومسلماتها، وإلا فماجدوى تحالف بعض دول المنطقة مع داعش؟.

أما في حال حصول حالة التحالف أو الوحدة بين الطرفين، فهذا الوضع سيجعل منهما قوة نفطية وعسكرية هائلة مؤثرة في الوسط العالمي والاقليمي، تستطيع أن تتحكم بآليات السياسة والاقتصاد العالميين وتحافظ على مصالحهما الدولية الحيوية وتوازن القوى، والحفاظ على الأرض من الاحتلال والتدنيس، والكرامة من التمريغ.

أعتقد أن إثارة موضوع التقسيم سابق لأوانه، ولكني طرحته من باب البحث العلمي ومن باب الأخذ بجميع الخيارات والإحتمالات والتطورات التي عصفت وتعصف بالبلد، واعتبار اثارته كمعرفة مسبقة لتجنب المفاجأة والتي لو حصلت قد تربك الوضع العام والخاص وتسقط جميع الحسابات والتكهنات، وكتتمة لموضوع سابق قد نشر بعنوان”الخيارات الاخرى”.

ولابد للإشارة هنا والشيء بالشيء يذكر، أن من طالبوا بفكرة قيام الاقاليم في العراق كان ذلك عليهم حلالا وحقا مشروعا، إلا في حالة مطالبة الشيعة بإقامة إقليمهم المشروع، فإن الفكرة قد تكون حراما أو قد تكون جريمة،
وأذكر عندما طالب المرحوم ” عزيز العراق” السيد عبد العزيز الحكيم”رضوان الله عليه” في حينه بضرورة اقامة اقليم الوسط والجنوب بحسب مايجيزه الدستور, قامت الدنيا ولم تقعد، وسارع قسم من المتأزمين والمتنطعين والحاسدين والحانقين باطلاق شتى انواع التهم والصيحات القاسية بحق السيد”رحمة الله عليه” بحجة تظاهرهم على انهم حريصون على وحدة العراق والإبقاء على وحدة ترابه، وبالحفاظ على تماسك نسيجه الاجتماعي من التشرذم والتفتيت, ولم يتردد بعض من الكتاب ووسائل الاعلام المنحازة بأتهامه بالعمالة والتبعية وتفتيت البلاد, وأتهموه بأنه يريد التأسيس لامارة شيعية يتحكم بها كيفما يشاء، ومن ثم يؤول الأمر من بعده إلى أبناءه بزعمهم، وربطها مع إيران لتكون قوة عسكرية تستفز جيرانها العرب.

ربما كان الرجل يقرأ المستقبل!! وهذا شيء حسن وشجاعة فذة وملكة نادرة وعلم راسخ، وصفات قد تميز بها الرجل عن غيره.
-ولم لا؟
فهو عالم دين سياسي وابن رجل عالم دين من أعلم علماء عصره وهو “سماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم ‘قدس سره’ وكان زعيما للحوزة العلمية في النجف الاشرف ومرجعا عاما للشيعة لفترة من الزمن” وابن أكبر عائلة سياسية دينية معروفة بالعلم والصلاح والتقوى قدمت اكثر عددا من الشهداء، ومشهود لها بالولاء للدين والوطن-.

كما واراد”رحمه الله” أن يقفز بنا إلى مرحلة الحل المستقبلي دون المرور بمراحل التداعيات والفصول السياسية والاجتماعية والأمنية التي يتعرض لها أبناء الاقليم بشكل يومي من تقديم أكبر عدد من التضحيات بالنفوس والأموال، في محاولة ذكية منه لتجاوز المراحل العسيرة التي ترهق الناس وتتعب كواهلهم، وقد رافق هذا الطرح عدة مشاكل واعتراضات لاتختلف في ضراوتها وشراستها حالة الرفض الشديد التي رافقت المشاريع التي طرحت فيما بعد والمتعلقة باعادة اعمار الجنوب، وعاصمة العراق الاقتصادية, من قبل جبهة التوافق وغيرها من الاحزاب المحسوبة على السنة العرب انذاكً.

وما دفعنا للبحث في هذا الأمر والخوض فيه إلا لسبب غياب الحلول الممكنة لمصائب العراق ورزاياه، والتي يشك في أزمنتها بشكل متعمد من قبل بعض الأطراف المحلية والخارجية، -وإبقاء العراق ضمن هذه الدائرة وعلى هذه الوتيرة الخالية من الملامح والتكهنات-، ذلك لأن عصابات داعش دنست أرض الأنبياء والأوصياء والأولياء ومرغت شرف أبناءه بالتراب بسابقة لم يكن لها مثيل خلا مافعله اسلافهم الأمويون ونظرائهم النازيون والصهاينة واخوانهم الاعراب والسلاجقة، وبالمقابل لوحظ تنامي عودة المفخخات في بغداد وبعض المناطق كعلامة مميزة لتواجد عصابات القاعدة، عندما يتواطأ معها بعض من سياسيي العراق -ممن اشتروا التآمر والخيانة بالوطنية وبالطمأنينة والعيش الشريف-، من خلال توفير الغطاء اللازم لتمرير تلك المفخخات.

ووفق هذا الواقع المؤلم والمرير ستحضى الدعوات المطالبة بإقامة الاقاليم بالإستساغة والقبول حقنا للدماء ولإختصار المسافات الهادرة للجهود ولفرص التنمية والتقدم، بعد أن كانت تلك الصيحات تطلق في السر وفي الجلسات الخاصة.
والمشكلة أن من يرفض الأقلمة والتقسيم لايملك حلا للتخلص من هذا الوضع المزري، وعاجزا عن تقديم سيتراتيجية أو خارطة طريق تبقي العراق آمنا وموحدا، الشيء الوحيد الذي يملكه هو سلطة اللسان السليط ليسلق به من بذلوا جهودا استثنائية في خدمة الوطن والمواطن، من خلف الأستار وعلى شاشات بعض القنوات المأجورة التي تتاجر بأمن العراق ومستقبله.

ختاما، مهما اجتهدنا لايمكن أن نحيط بجميع الصور والكلمات التي تستطيع أن تخفف حجم حزننا وعزائنا عندما يتهاوى الوطن على شفا حفرة التقسيم والإنفصال، أو حتى الأقلمة، ولو أن الجراح النازفة اخذت منه ماخذها، ولكن لاحيلة لنا في ذلك ولا حول لنا إلا بالله العلي العظيم، وبالجلد والجهاد يصنع النصر المؤزر وتتحقق المعجزات، ولكن “آخر الدواء الكي”.
وسلاما ياعراق
والسلام على العراقيين

“ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا، فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا”.

أحدث المقالات

أحدث المقالات