22 ديسمبر، 2024 4:10 م

رايته يتحرك الى اقصى زاوية ويستوي على فضاء الكرسي الذي اقتعد واضعا ذراعيه على المسندين الذين نحتا بشكل زهرة اللوتس ومن ثم واصل حديثه الي َّ قائلا:-
(انا الامبراطور يوليوس قيصر الذي حقق نصرا مبينا على اعداءه واعداء بلده وعاد منتصرا وقد استقبله شعبه بالورود والرياحين والزينة التي اضفت بجمالها على الشوارع والميادين رغم سعي الاخرين للتقليل من شأن الانتصار ودعوة الناس الى الاعراض وترك الاحتفال .
ولدت في 12يوليو عام 100 ق0م
تم اغتيالي في اليوم الخامس عشر من مارس عام 44ق.م
هتفت بنبرة حزينة قائلا ولهذا الاغتيال اثيرت مشاعري وعصفت بي انفعالات الغضب ويكاد المشهد يشكل لوحة مأساوية لا تفارقني حتى صارت صور تاريخية ومشاهد مماثلة تلوح لي عبر حقب مختلفة للأزمنة والامكنة .
سألني القيصر بدوره…
وما الذي اثارك هذه الاثارة وصفحات الزمن تحفل بالأعاجيب والغرائب…؟
اجبت بنبرة حنون تفيض بالعاطفة:-
حين يكون الغدر من اقرب المقربين يسيطر اليأس على الضحية ويستسلم لحلاوة الموت مختارا ومفضلا الموت على الحياة التي يعظم فيها شعور بمرارة الخيانة والغدر ممن اسماهم ذات يوم (احبتي).
هز رأسه موافقا ورأيت يده تمتد الى صدره كأنما يستعيد الم الطعنة النجلاء التي تلقاها من (بروتس) الحبيب والربيب والمقرب بل وسمعته يعيد صرخته انذاك (حتى انت يابروتس…اذن ليمت قيصر).
…………………..
عاد للحديث من جديد قائلا:-
عشت جنرال وقائد وسياسي وكاتب .
بعد لحظة صمت اضاف:
ولدت في عائلة عريقة من الاشراف الرومان .
عايشت في مرحلة المراهقة عهد الرومان (الحرمان من حماية القانون) فقد فرض ذلك ماريوس صهر ابي.
عشت ايضا عهد دكتاتورية سولا واوائل عهد بومبي(وهو قائد روماني).
كنت اعتبر من ابرز الشخصيات العسكرية الفذة في التاريخ وسببا من اسباب تحويل روما من جمهورية الى امبراطورية.
…………………..
كان سؤال يلح علي فبادرته به قائلا:-
هناك من تبنو اسم قيصر فهلا تتفضل بذكرهم …؟
احسست بنظراته تخترقني كأنما تقرأ افكاري ما دعاني الى ان اخفض بصري كمن اصابه الحرج.
سمعته يتمتم
لا بأس ساجيب سؤالك الذي اثرت رغم كل شيء
فهناك ثلاثة من الذين تبنو اسم يقيصروهم
اغسطس قيصر
بطليموس الخامس عشر(قيصرون ) هو ابني من كيلوباترا السابعة.
وكذلك من قياصرة روسيا تبنيت اكتافيوس وجعلته الخليفة الذي يمسك العرش بعدي ولقد كان ذلك بعد النزاع بين ماركوس انطونيس ولقد انتصر اكتافيوس وهزم ماركوس انطونيوس وشريكته كيلوباترا السابعة وكما هو معروف اذ انتحر كل من ماركوس انطونيوس وشريكته كيلوباترا السابعة عام 30 ق0م .
………………….
واستأنف الكلام متحدثا عن طفولته فقال:-
اغلب من عرفني لم يجد فيَّ مجرد طفل فقد تجلت فيَّ منذ بواكير طفولتي ملامح ومعالم وقدرات فذةّ فقد كنت ذكيا, كريما ,جوادا ,معطاءا, نبيلا ,شجاعا فضلا عن اهم صفة غالبة على طبيعتي وهي الوضوح وتناول الامور والقضايا بصورة لا تخلو من الجدية اللافتة للانتباه فيما لم يعبأ اقراني بما يجري من حولهم كما انهم فشلوا في محاولاتهم المريرة لاجتذابي الى سوقهم وحلقاتهم التي لم تكن ذات فائدة.
وكان هناك امر آخر لتميزي عن الأقران وهو انني في فترة الشباب لم تجرفني تيارات الهوى ولم تستطع ان تسحرني بسحرها عيون الحسناوات.
ذلك الأمر لا يعني انني اعاني الفشل في اقامة العلاقات المختلفة بل كنت امتاز بالقدرة الفذة على نسج علاقات اجتماعية عديدة ومتنوعة مع مختلف رجال روما الذين اشاروا لي بوصفي (رجل روما القام وسيدها المنتظر وامبراطورها المرتقب).

وعن تاريخ قيصر ودراسته اضاف متحدثا:-
لما كانت اليونان مركز العلوم ولما كنت محبا للعلم منذ صغري فقد درست في اليونان حيث كان اثرياء روما يرسلون ابناءهم للتعلم ثم التدرج في العمل السياسي أو ما شابه.
هنا اود ان اشير الى انني انضممت الى المعترك السياسي حيث كانت عائلتي معادية بصورة تقليدية لحكم الاقلية المتمثل بمجموعة من الاعضاء النبلاء في مجلس الشيوخ وقد تم ايداعي السجن في عهد سولا لفترة قصيرة من الزمن ولكنني تمكنت من المحافظة على علاقات طيبة مع النبلاء لمدة عشر سنوات بعد اطلاق سراحي من السجن.
لم يقف بي الامر عند هذا الحد وانما تم اختياري زميلا جديدا في كيلة القساوسة عام (73) ق.م .
بعد هذا انضممت الى صفوف الجيش الروماني كضابط محاسب تابع للحكومة الرومانية الى ان تمكنت من قيادة الجيش الخاص بي المعروف كأكثر جيوش روما انضباطا على الاطلاق.