17 نوفمبر، 2024 1:28 م
Search
Close this search box.

الثامن شباط ومـــــدارس الاستبداد

الثامن شباط ومـــــدارس الاستبداد

الثامن من شـبــاط 1963 او الجمعة الحزينة في تأريخ العـمل الــوطـنـي

الـسـيـاسـي العـراقـي سـتـبقـى ذاكـرة نـابـضـة ومـتجـددة ومـؤشـرةللاستبداد السـياسي والاستحواذ السلطـوي واستخدام أسـوأ اشكال قمعالآخر من خلال الرصاص والدم والتعذيب والتهجير والغاء الآخر.

تـاريخ لايمكن ان يمحى من ذاكـرة ضحـايـا تلـك الجمعة الحزينة خـصـوصـاان الانقلابيين اعــادوا الكـرّة في انقلاب 17 تموز 1968 واضافـوا الى سجلهمالاجرامي مفردات المقابر الجماعية والقصف الكيـميـاوي والتـبعيـة والعمـالـةلـيتحـول كل مـن لم يـكن بعـثيـا الـى مـشـروع معـارض حتـى لـو كـان لايجيدالقـراءة والـكتـابـة ولا يـأبه بـالبعث وبـالسـياسـة كثيـرا بل حتـى من كـان بعثـياولـديه وجهة نـظر فقط في اسعار الصمون !

مدرسـة سيـاسيـة خاصـة ومتخصـصة بـالقتل والاجرام وكره الآخر المختلفوالانانية المفرطة والاستحواذ علـى كل شـيء، وهي مـدرسـة تكـرر نفـسهـادائمـا بـأشكـال مخـتلفـة كما تفعلها الآن أحزاب الاسلام السياسي، فـبعـد انتهـاوت رمـوز المدرسة الاستبدادية البعثية من القائـد الملهم الـى القيـادتينالقـطريـة والقومـية ومجلـس ما يـسمى قيـادة الثـورة  برزت المدرسة المحايئة لها بتنوعاتها الارهابية تحت ستار الايديولوجية الاسلامية ممثلة بالقاعدة وداعشمواصلة منهج قتل العراقيين على الهوية والاختلاف ..!

ان عـراقـا ديمقراطياً حقيقياً يـنبغـي ان يكـون نـظيفـا مـن كل اشكـال الـقمعوالقهـر والاستبداد بمختلف صوره واشكاله ومنابعه الفكرية وتجلياته حتى في تفاصيل الحياة اليومية ، عراقا يغيب فيه السلاح كعنصر من عناصر فض الاختلافات واستخدامه كأداة من أدوات، ليس فقط ترويع وترهيب المختلف فكريا وسياسياً ، بل ترويع المواطنين الآمنين !

والسؤال المهم :

مَنْ يقوم بهذه المهمة الأعسر والاشق لعراق ديمقراطي حقيقي ؟

أكاد أجزم ان القوى القابضة على السلطة الآن ، بشقيها السياسي والمسلح،  غير مؤهلة لهذه المهمة الوطنية التأريخية ، لأنها بكل بساطة لاتؤمنبالديمقراطية الا بكونها وسيلة من وسائل القبض على السلطة وتجييرها لأهدافها الضيقة حزبياً وطائفياً في مساحات المدارس الاستبدادية في العمل السياسي على مختلف تنوعاتها ومنابعها الفكرية !

هي أزمة بنيوية حقيقية ، فلا قوى السلطة قادرة على المضي بمهمة لايؤمنونبها ، ولا القوى الديمقراطية الحقيقية قادرة على الفعل نفسه بسبب ضعفها وتشتتها وغياب برنامجها العملياتي تحقيقاً لشعاراتها ، ولا المواطن نفسه مؤمن بآلية صناديق الاقتراع لإجراء التغيير المنشود فقاطعها بانتظار غودو الذي لن يأتي !

وبشيء من العدمية السياسية فاننا سنبقى تحت وصاية مدارس الاستبداد حتى بروز عوامل عمل وتفاعلات سياسية جديدة من داخل العملية السياسية وآلياتها وخارجها في اطار الصراع الدائر في المنطقة لخارطة جيو سياسية جديدة قد ترفع عنا سطوة شكل من اشكال مدارس الاستبداد !!  

أحدث المقالات