في القرأن الكريم هنالك اشارة واضحة الى دوافع الصراع السياسي وردت في قصة بني اسرائيل هنالك دوافع للتسلط وادوات للتسلط تمثلت في سلطة الحكم والقدرة على اصدار الاوامر والتحكم في مصائر الناس كان رمزها في القران شخصية (فرعون ) بما يمثلة من تمكن من مقاليد الامور وصلت في اخر الامر الى ادعاء الربوبية حتى انة قال انا ربكم الاعلى فقال الله لموسى (ع) ولهارون (اذهبا الى فرعون انة طغى فقولا لة قولا لينآ لعلة يتذكر اويخشى ).
الامر الاخر الذي اشار الية القران الكريم وهو ذو صلة مع الامر الاول هو سلطة المال بما تمثلة من دواعي للطغيان و التحكم والاستغلال خصوصآ المال السياسي والمال المتأتي من الفساد اي الحصول على المال من خلال النفوذ السياسي لتوظيفة في عملية بلوغ السلطة سلطة المال السياسي مثلها في القران شخصية (قارون ) وهنالك عامل اخر مكمل لعوامل السيطرة السياسية هذا العامل هو الايديولوجية او عامل الغطاء السياسي او الفكري او استغلال وتوظيف الدين قصة استغلال الدين وردت واضحة في قصة (بلعم بن باعوراء )…..
هذي الثلاثية وهي (الاستبداد السياسي_فرعون) و(الاستغلال الاقتصادي _قارون ) و(الاستحمار الفكري اوالديني _بلعم بن باعوراء) وعلاقاتها الجدلية حكمت السلوك السياسي في الشرق على امتداد الزمن . وقيدت الحريات اضافة الى اضطهاد الاخر المختلف والاقليات حيث بني اسرائيل كانوا اقلية وفي القران (ونجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابنائكم ويستحيون نسائكم وفي ذالكم بلاء من ربكم عظيم ).هنا يقترن الاستبداد السياسي بفعل القتل واستباحة الاعراض الناتج من فرعون الدكتاتور …
لعل البشرية بعد تطور طويل وصراع مرير مع الفراعنة والدكتاتورين ومع الفساد واستغلال النفوذ والسلطة وبعد صراع طويل مع افكار وقيم التكارة والتنابذ والخضوع والتسلط الفكري رفعت لواء الحرية والتحرر والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان والديمقراطية والانسانية وقبول الاخر والمدنية والتحضرورفض كل مايمت للتوتالتارية بصلة ….
ولعل العراق اكتوا بنار الدكتاتورية الصدامية البعثية وذاق الويلات والحروب والدمار ولعل طبيعة البلاد والانقسام الاجتماعي والسياسي كل تلك الامور مع معطيات روح العصر وربما العامل الخارجي كلها تجمعت لتوجب الاخذ بنظام تعددي ديمقراطي مبني على فصل السلطات .
ولاكن للديمقراطية قواعدها وثقافتها التي يجب ان تحكم اسس الصراع السياسي والسلوك السياسي وان يلتزم بها الجميع عن وعي ويمارسونها بصدق وعن قناعة تامة وعميقة ورضى وقبول …لاان يمارسوها كسلم للوصول الى السلطة ومنافعها الاجتماعية ومغانمها من عقود الاعمار والتعينات والكومشن مع الشركات والمقاولين ..فينتشر الفساد ويعم الفقر وعندما يقترب موعد الانتخابات ولضمان البقاء في السلطة تخلق الازمات وتأجج الطائفية والقومية والوطنية وتعرقل الاعمال من اجل عودة نفس القوى الى السلطة …..
في حومة الصراع في العراق من اجل (السلطة _المال _تمثيل الطائفة او القومية او الوطن او القبيلة ) ينقسم الفرقاء العراقين الى عدة اقسام متصارعة ومتباغضة . على النحو الاتي ..
اولآ.الراغبين في عودة النظام القديم وعودة عقارب الساعة الى الوراء وهؤلاء لايؤمنون بشيئ اسمة ديمقراطية او تعددية او حقوق الانسان وقد عاش العراق اصعب فترات تأريخة من خلال تسلطهم حيث حل الدمار بالبلاد والعباد وانتشر الفساد حتى انتهت تجربتهم الى ملاين الضحايا والاحتلال والفاقة والمجاعة وهم اليوم يتحالفون مع اشد العناصر رجعية وطائفية وعنصرية ويتحالفون مع الدموين والتكفيرين والقتلة وربما المليشيات .
ثانيآ.صراع بين الكتل والمكونات (شيعة -سنة -اكراد-تركمان-الخ) وكل مكون هنالك من يدعي تمثيلة وانة الحريص علية وعن مصالح ابناءة التي ربما تختزل بالنهاية بمصالح هذا الحزب او ذاك وهذا التشكيل الديني او ذاك عبر ادعاء تمثيل المكون والحصول على امتيازات هذا المكون وتوزيعها على الأنصار والمؤيدين والاعوان ممن لهم علاقة تابع ومتبوع او علاقة تخادم مع
هذا الزعيم او ذاك …..
ثالثآ.صراع داخل الائتلافات الكبرى وداخل المكونات وهذة الصراعات داخل الشيعة او السنة او الاكراد هدفها تعزيز النفوذ السياسي والاقتصادي ونشر رؤية معينة للدين او القومية او الطائفة تحمل طابع الخصوصية ضمن الاطار العام يجري تضخيمها من اجل مد النفوذ او اقناع الناس بها للحصول على مغانم السلطة والمال وادعاء احتكار تفسير الدين او تمثيلة ….
رابعآ. تدخل على خط هذة الاطر المشار اليها سابقآ المصالح الاقليمية والدولية وسط منطقة شرق اوسط جديد مائجة ومتخمة بالتغيرات في آطار حقبة يراد منها اعادة تشكيل خارطة المنطقة الجيوسياسية .
اذا اتينا الى طبيعة السلطة السياسية في العراق نجد انها سلطة توافقية اي انها مشكلة من عدة مكونات آملتها التركيبة السياسية والسكانية للعراق وفق توازن للقوى وتوازن في توزيع مصادر النفوذ وبالتالي فأن المسؤولية يجب ان تكون تضامنية بين جميع الاطراف السياسية مثلما المغانم مشتركة بين جميع الاطراف ……
هنالك اليوم برلمان عراقي يخصص لة مايقارب من 290 مليار دينار عراقي هذا البرلمان مكون من كل الكتل جميع اعضاء الكتل يتمتعون بأمتيازات البرلمان وليس كتلة واحدة هنالك الالاف من الذين يحصلون على رواتب او تقاعدات بمليارات الدنانير بسبب كونهم اعضاء مجالس محافظات او مجالس بلدية للقضاء او الناحية كل في محافظتة هنالك ميزانية تشغيلية تبلغ 70%من اصل الميزانية العامة الوزراء ووكلاءهم والدرجات الخاصة ونسبة عظمى من الموظفين اغلبهم تم تعينهم لأنهم تابعون لهذا الطرف او ذاك …..
هنالك تمايز طبقي مستشري بين الشعب ونوابة وبين اعضاء المجالس البلدية والمحافظات وسكان تلك المدن وهذة النخب تسعى للعودة وضمات الاستمرارية في اي انتخابات قادمة وبالتالي تأجج او تدعي الوطنية لضمان مقبولية لها امام شارعها بعد ان سأم الشعب علاقة التابع والمتبوع والتمايز على قاعدة يملكون ولايملكون .