ثكبَ باللهجة العامية أو الدارجة (الكاف تُلفظ كالجيم في اللهجة المصرية): تأجج أو إلتهب , وهي كلمة تخص النار , فيُقال: ثُكبتْ النار أي شبّتْ وإشتدتْ بسرعة , والثاﮔوب هو الذي يُشبّب النيران أو يؤججها , ولا يَعرف سبيلا لإخمادها والإحتراس من إمتدادها وأكلها الأخضر واليابس.
والمقصود بالثاﮔوب هنا هو الشخص الذي يتقلد منصبا ما , فيؤجج النيران من حوله حتى يحترق بها.
وقد عهدنا عددا من المسؤولين العرب الذين تنطبق عليهم تسمية الثاﮔوب , فأحرقوا ما حولهم حتى إلتهمتهم النيران وإنتهوا إلى سوء المصير.
ويبدو أن الحكام العرب لا يتعظون ولا يتعلمون من الأحداث والتطورات وما حل بأمثالهم من قبل , فتجدهم يكررون ذات السلوك ويتفاعلون بأساليب ثاكوبية تقضي عليهم وعلى دولهم وتذيقهم شر الوعيد.
ومن الواضح أن النفوس تكاد تكون متشابهة في هذا المضمار , وكأن الإرادة الثاكوبية تمنح إحساسا قويا بالقوة والتأسد والتأله , والخروج من قبضة الرادع الأخلاقي والقانوني , وتجعلهم في مطلق الشعور بإرضاء ما يعتمل فيهم من رغبات وسفاهات.
ويمضون مسيرتهم سكارى في حماقاتهم وخمور نوازعهم المطمورة في دياجير أعماقهم , فيتحركون بعماء بصيرة وغياب نهى , ويمعنون في الإنغماس بالسلوكيات الفاضحة النكراء , حتى ينقلب عليهم كل شيئ من حولهم وفي لحظة مباغتة وغير محسوبة نجمت عن ذهاب البصيرة والبصر , فيستيقظون وإذا بهم في محنة الهلاك المبين.
تتكرر الصورة تباعا , والعالم العربي يعيش تداعياتها , وما أصاب العديد من المجتمعات العربية من إنهيارات تسببت بها هذه الروعونية الثاكوبية الفاعلة في الكراسي القابضة على مصير العرب.
فاثكب أيها الكرسي المُطاع , وتحطّب بإرادتك لتلتهمك نيران أفعالك الخرقاء , فأنت الحاكم والمَحكوم , وأنت الذي يسعى إلى وجيعه المحتوم!!
فهل من رشاد وإمعان وتروي وحلم , وإحتساءٍ لقليل من عصير الحكمة والفطنة والحذق والمهارة يا حكام عرب؟!!
الثاﮔوب: المؤجج