اثنان وخمســون عامــاً مرت على العـراق دون ان يحقق أدنـى متطلبــات الاستقرار بدأً منالانقلابــات العسكـريــة التي حدثت عـام 1958 وتوالت الاحـداث بيـن حروب عبثيــة وحصـار قاتـل واحتلال مقيت ثم طائفيـة اطاحـت بوحـدة البلاد وقتل على الهويـة انتهى بفتاوي المرجعية ليسجل العراق نهاية اعتى تنظيم ارهابي عرفه العالم وتوحد الشعب على حب الوطن وحماية مقدساته فكانت ثورة تشرين علامة مضيئة في تاريخ العراق الحديث من خلال ماسجله الشباب من تضحيات جسيمة وبطولات قل نظيرها رافعين شعار ” نريــــد الوطــن ” وكان من اجمــل الشعـارات التي رفعت لاستعادة العراق من ايدي السراق والطامعين بالسلطة وماكان من السياسين الا الاستجابة لتلك المطالب التي اسفرت عن استقالة الحكومة والدعوة الى انتخابات مبكرة وحل البرلمان وشهد العراق عملية انتخابية رائعة يمكن اعتبارها من انزه الانتخابات التي جرت في العراق ورافق تلك العملية اصوات تعالت تنادي بالاغلبية السياسية والابتعاد عن المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة حتى تم اعلان النتائج الاولية للانتخابات من قبل المفوضية المستقلة العليا للانتخابات العراقية والتي صادقت عليهـا المحكمـة الاتحاديـة العليا يوم الأثنين الموافق 27/12/2021 وكما توقعنا سابقـاً حقق التيار الصدري فيها فوزاً ساحقاً على منافسيه ليؤكـــدمن جديد احقيته بتشكيل حكومة الاغلبية في مقابل اعتراض الاطار الذي تخلى عن شعاره السابق في تشكيل حكومة الاغلبية ويسعى إلى تشكيل حكومة توافقية تشترك فيها جميع الاطراف السياسية وهنا يكون الاختبارالأصعب امام التيار أمـا ان يبقى ملتزمـاً امام جمهوره في الذهاب نحو تشكيـل حكومة اغلبية ويكون الطرف الآخـر معارضـة برلمانيـة مع القوى المستقـلة التي اعلنت عن نفسهـا معارضـة مثل حركـة امتـداد والجيـل الجديـد وبعض المستقليـن معهـم و هذا الخيـار هو الحـل الأمثـل لمشاكل العراق السياسية والامنية والاقتصادية أوان يذهب التيار نحو المعارضة البرلمانية ليفسح المجال لقوى الاطار بتشكيل حكومة اغلبية وفي كلا الحالتين ان التيار الصـدري سيكون المسطرة السياسية التي من الممكن ان تعدل ميزان العملية السياسية وتصحيح الاخطاء السابقة خلال الأربع سنوات القادمة اما إذا فشلت العملية السياسية واخفقت الحكومة في مهامها فأن الطرف المسؤول عن الفشل سيكون واضحاً واسباب الفشل امام الشعب العراقي معلنة وسيعرف الشعب من يستحق المحاسبة وسنشهد عملية عقوبة سياسة للأطراف التي سعت الى افشال نتائج الحراك الشعبي الذي كانت الانتخابات المبكرة من اهم مخرجاته اما اذا استجاب التيار لضغوط الفرقاء وذهب نحو تشكيل حكومة توافقية فلن يطول عمر الحكومة القادمة وربما سنشهد استقالتها خلال السنة الأولى من عمرها لذلك يكون الاختبار صعب جدا والخيار اصعب أمــام التيار، خاصة ونحن دخلنا في التوقيتات الدستورية .