قد يسأل سائل : ماهو التيار الوطني العراقي ، ومن يمثل؟
فأجيب : التيار الوطني العراقي هو (الخيار المفضل) لأهل الأنبار ولقادتهم السياسيين ولرموزهم الحقيقية الأصيلة وليست المزيفة المخادعة لأن أهل الأنبار كانوا على الدوام ومنذ قرون من ذوي التوجهات الوطنية العروبية ولن يتراجعوا عن هذا الخيار ما دارات الأيام..
فأهل الأنبار ومن يشترك معهم من أبناء المحافظات التي يطلق عليها بـ (المحافظات المحررة) أو (محافظات المكون السني) على وجه التحديد هم ليسوا من ذوي التوجهات الطائفية أو المذهبية ويعدونها (تقسيما) للعراق بل هي مشاريع لاتجدي نفعا إلا في سوق النخاسة..
والتوجهات الطائفية بالنسبة إليهم لاتختلف كثيرا عن الفدراليات كون الأخيرة هي من تقترب من هذا التقسيم الذي يعيشه العراق حاليا وإن كان الكرد ضمن (فدرالية قومية) وليست طائفية لكنها تدخل في الإطار التقسيمي للعراق وتضعف كثيرا من وحدته الوطنية.
وبالنسبة لزعماء المكون السني بلا إستثناء فإن (التيار الوطني العراقي) هو الحركة السياسية الوحيدة التي يمكن أن ينضموا تحت لوائها جميعا ، بغض النظر عن توجهاتهم السياسية ومسميات حركاتهم وتشكل لهم هدفا عراقيا عروبيا يعيد فيه العراق دوره العربي الإنساني الفاعل المؤثر مقابل الآخر الذي يتوحد (طائفيا ومذهبيا).
بل حتى تركيا ودول الجوار الأخرى ربما تبكي على حال المكون أن يكون من تشترك معه أو تلتقي معه في التوجهات أكثر من (يلطم) عليه ساسة المكون السني.
والعراق مايزال حتى الآن في نظر كثير من العرب حتى من إختلفوا معه أنه (مركز الثقل العربي) وبدونه لن تقوم للعرب قائمة بعد اليوم.
كنت أتمنى لو أن السيد محمد الحلبوسي رئيس حزب تقدم الذي خاطبناه عن هذا التيار لأول مرة قبل أيام ومن مواقع كثيرة بعضها عبر مقربيه ومن دوائر قراره ودعوناه لأنه يكون أول من يهتم بـ (طروحاتنا) عن (التيار الوطني العراقي) بنظر الإعتبار كون هذا الطرح الأصيل يعد بالنسبة للحلبوسي نفسه وللمكون السني (المنقذ من الضلال) و (الملاذ الاخير) و (الخلاص) من حالات التيه والضعف والانحلال والإنقسام والتشرذم الذي يعيشه عموم جمهور المكون السني وقواهم الوطنية وما يحاك لهم من مؤامرات داخلية وخارجية وما تتطلبه (وحدة المكون) بغض النظر عن توجهات قواها وحركاتها السياسية وإنقسامها الداخلي وحالة (الإحتراب) التي ما زالت تضعف المكون السني وتشكل (هاجسا مرعبا) وحالة قلق كبيرة إذا ما بقيت أحوال قادة هذا المكون بهذه الحالة المزرية التي أقل ما يقال عنها أنها حالة لم تعد مقبولة وتشكل علامة (إنتكاسة) كبيرة يواجهها شعب هذا المكون الذي يعاني من حالة (هيمنة كبرى) على مقدراته ومصيره وكأنه لم يعد له وجود بالرغم من انه كان (المكون الأكبر) في العراق ومن يعتمد عليه ثقل الدولة العراقية ومؤسسات قرارها الوطني الذي لم تشهد في كل عهود حكمهم سنوات إضمحلال وقهر وتهميش وهيمنة على الآخر مثلما يعيشه العراق الآن.
ويبدو أن مقولة (مغنية الحي لاتطرب) لمن يريد أن يخلصهم من (المازق) الذي هم فيه هي من تطبق على ساسة أهل الأنبار ومن يقودون المكون أو يدعون قيادته، بضمنهم السيد محمد الحلبوسي..بالرغم من انهم أنفسهم من أوصلوا مكونهم الى حالة (الإنحدار المأساوية) التي يشهدها على أكثر من صعيد.
فهم لايتلتفون الى من له (دالة) عليهم وله (ثقل ستراتيجي وفكري وقيمي وأخلاقي) ويضع لهم (خارطة طريق) على شاكلة (السهل الممتنع) التي تخلصهم من (المآزق السياسية) التي هم فيها أو ورطوا أنفسهم بدخول متاهاتها كونهم أنفسهم أوصلوا بالمكون السني شاءوا أم أبوا الى هذا المصير الذي يبكي عليه الحجر قبل البشر.
ويبدو أن إهتمامهم بقضية المرحومة (أم فهد) وبقية (الفيشنستات) و (سوق المساومات السياسية) الضائعة الفرص تحتل حيزا أكبر بكثير من مأساة مكونهم التي يعيشون فصولها المرعبة كل يوم..
ومن ينصحهم ويضع لهم (ستراتيجية تحرك وطني عراقي) وكأنه يريد أن (يتقاسم) معهم (الدور) و (المكانة) بالرغم من أنه ليس في طروحاته هذه حين يقدمها لهم (مجانا) على طبق من ذهب وليس له فيها ناقة ولا جمل..
بل هو لا يسايرهم أصلا ولم يلتق بهم لكنه ما أن يرى حالة (القطيعة) بينهم وبين جمهورهم وفي علاقاتهم مع القوى السياسية الاخرى التي حفر البعض لهم (خنادق) لإيقاعهم فيها ومحاولة (قبرهم) بكل مكائد التضليل والمراوغة والحيل بالرغم من أن هذا (البعض) يضمر لهم الوقوع في المهالك حتى يكونوا (صيدا سهلا) لهم ودون عناء مستغلين إنقسامهم وتهافتهم على المناصب والمغانم والكراسي وملذات الحياة ونعيمها الزائل ولا يريدون أكثر من ذلك لمكونهم .
أما كل الشعارات التي يرفعونها ضمن إطار ما يسمى بـ (تحالف الدولة) فهي مجرد حبر على ورق وتنتهي (مطالب) مكونهم ما أن يعاودوا الجلوس على كراسي السلطة ويتنعموا بخيراتها ومباهجها وما توفرها لهم من مليارات من الثروات والقصور والأموال بعضها يعد مثل أموال (قارون) يسيل لها لعابهم وشعبهم ونخبهم ومشايخهم الاصيلة تأكلهم الحسرات لا هم لهؤلاء الساسة كما يبدو إلا رفع الشعارات في أيام الإنتخابات وساعات المحن التي تعصف بهم عندما تصل قلوبهم الى الحناجر..عندها يتذكرون مكونهم ومطالبه أما في الحقيقة فهم لايديرون له بالا.. وليذهب شعب المكون السني الى الجحيم..
وصدقت المطربة اللبنانية الأصيلة ( فيروز ) حين تردد صباح كل يوم : ” كتبنا.. وما كتبنا ..ويا خسارة ما كتبنا.. كتبنا مية مكتوب ..ولهلا ما جاوبنا..