23 ديسمبر، 2024 2:02 م

التيار الصدري وتحديات المرحلة القادمة

التيار الصدري وتحديات المرحلة القادمة

مايمر به العالم بصورة عامة يثبت وبما لايقبل الشك ان الحل لكل المشاكل التي نواجهها هو الحل الدبلوماسي او بصورة ادق الحل السياسي ولا حل غيره ولعلنا نلمس ذلك جليا فيما تمر به سوريا من احداث فبعد التهويل والتضخيم والتلويح بضربة عسكرية وكما قالوا”سريعة ومختصرة” اصبح الان الكلام عن مفاوضات وحلول سلمية والجلوس الى طاولة الحوار كل ذلك سببه الضغوط السياسية والقدرة على التفاوض والضغط في المكان المناسب كذلك ما حدث من اطلاق سراح المختطفين اللبنانيين بعد مرور اكثر من سنة على اختطافهم نراهم اليوم عادوا وعلى رغم انف من لايرضى وهكذا في  الكثير من الامثلة  خلاصة الكلام ان الساحة في زماننا هذا هي للسياسة والدبلوماسية حتى وان كانت الظروف والاحداث مما لم تشهده البشرية من قبل كما هو الحال عندنا في العراق المظلوم من قتل وتهجير وتدمير لم تشهده البشرية وعلى مر السنين وباعتبار التيار الصدري اللاعب الاقوى في كل المعادلات فهو من يملك القاعدة الشعبية الواسعة والطيعة لقيادتها وهو من يملك التاريخ الناصع المشرف الذي تطرزت كلماته بالدماء الطاهرة والتي في مقدمتها دماء الشهيدين الصدرين والنجلين الطاهرين وكوكبة من الشهداء يجب عليه ان يعد العدة لمواجهة تداعيات المرحلة القادمة والتي لاتقل خطورة واهمية عن سابقاتها ولقد لفت انتباهي خبر تم نشره في “العراق برس” نصه” السيد الصدر يعفي كرار الخفاجي من رئاسة الهيئة السياسية” وعلى الرابط
http://www.iraqpressagency.com/?p=12146&lang=ar
وانا هنا لست في محل لمناقشة مضمون الخبر او توقيته ولكن هناك نقاط اعتقد انه من الضرورة الالتفات اليها في من يقوم بإدارة الهيئة او الملف السياسي للتيار وذلك من خلال عدة نقاط :
1. مثلما اسلفت في المقدمة فإننا نعيش في زمان تكون فيه السياسة والدبلوماسية هي السلاح الفعال لتحقيق الاهداف وبدونها لن تكون هناك فائدة للقاعدة الشعبية او الاهداف او الارث التاريخي والامثلة على ذلك كثيرة جدا في الداخل والخارج .
2. ادارة اللعبة السياسية تحتاج الى الخبرة والمران وقوة الشخصية والاطلاع والثقافة العامة والقدرة على توظيف الاحداث لصالحك وهي من الصعوبة بمكان بحيث  يفشل الكثير في مضمارها وان توهم الشخص بقدرته على ذلك لان هناك الكثير من الاعمال يقوم بها الشخص وكذلك باستطاعة الاخرين القيام بها فمن السهولة جدا ان ترافق القائد في خروجه ومن السهولة ان تدفع الناس من التقرب اليه وتدفع من يريد ان يقبله فكلها اعمال سهلة ويسيرة على الرغم من شرفيتها ولكن هذا باب والسياسة باب اخر .
3.  نحن نتعامل مع فرقاء  و(خصوم) قد لايمنعهم اي شيء لتحقيق اهدافهم  واكرر اي شيء لذلك يجب ان يكون المتولي لإدارة الملف السياسي غير محكوم او متهم باي تهمة وليس عليه اي امر قضائي  حتى وان كان بريئا او تمت تسوية الموضوع  لأنه ببساطة سيتم تحريك هكذا ملفات بمجرد ان  يكون هناك تصادم في المصالح .
4. من المهم جدا ان يكون الطرف المفاوض او من يتولى الملف السياسي معروفا لدى الجميع كالمقولة التي نرددها دائما (ليخرج لنا نظرائنا من قومنا) فاذا كان الطرف غير معروف  او معروفا ولكن في مجال اخرى ستكون هناك نقاط سلبية يستغلها الخصم .
5. الاحاطة بالأمور وسعة الفهم والابتعاد عن الضيق في التفكير والانحسار في بوتقة نحن اصحاب الحق والكل على باطل ونحن الفائزون والكل الى الخسران المبين سيؤدي وبما لايقبل الشك الى ضياع الكثير من فرص المناورة .
6. اللعبة السياسية او الملف السياسي لايقبل الخطأ ولا يقبل التجربة وهو كما ورد امير المؤمنين (عليه السلام) “اغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب” والخسارة لاتعوض والرجوع الى  نقطة البداية صعب جدا وتبديل الاشخاص والادوار عسير جدا .
7. مايملكه التيار من نقاط ايجابية تتحسر عليها كل الجهات السياسية والدينية فهم يمتلك القيادة التي اثبتت وبما لايقبل الشك حرصها وصدق نيتها في خدمة هذا البلد المظلوم وابنائه المستضعفين وقاعدة شعبية من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه لايمكن التفريط بها او القيام بأمور قد تفقد المفاوض او من يدير الملف السياسي قدرته على استخدام تلك النقاط القوية .
8. العواطف الجياشة والقلوب والمحترقة والدموع الجارية لاتقدم ولاتأخر (مع جل احترامي وتقدير لها) في مجال الادارة والسياسة فكما يقول امير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية لما أعطاه الراية يوم الجمل:
“تزول الجبال ولا تزل، عض على ناجذك، أعر الله جمجمتك، تد في الأرض قدمك، ارم ببصرك أقصى القوم، وغض بصرك، واعلم أن النصر من عند الله سبحانه”.
9. الشيء الذي يعتبر من النقاط التي يمكن الاستفادة منها ان اغلب الخصوم السياسيين ليسوا من دهاة السياسة ولا من منظري النظرية السياسية الحديثة انما جاءت بهم الاحداث والصدفة ولكن استغلوا تلك الفرصة  وعليه يجب ان يكون هذا دافعا وقوة للسير قدما في تحقيق اهدافنا فنحن قوم وهم قوم .
10. تعدد الخيارات وعدم حصرها بشخص معين وزيادة نقاط المفاضلة والابتعاد عن ان فلانا هو الاوحد وهو المنقذ وهو يمتلك المؤهلات الخارقة التي لايمتلكها غيره والابتعاد عن نظرية (لو العب لو اخرب الملعب) كلها  مقومات نجاح تضاف الى قائمة الشخص المفاوض  او من يدير الملف السياسي .
اخيرا اعتقد ان هذه النقاط  وغيرها قد تجول في مخيلة  البعض ولكن الذي يمنعهم من ذلك موانع كثيرة منها (ما كان لله ينمو) و(الطايح رايح)و( شسووالكبلهم حتى يسون اللجو) و(هي فرصة حتى تعرفهم الناس على حقيقتهم) وغيرها من الامور التي يطول المقام لذكرها .