بعد مرورعدة تجارب انتخابية على مستوى مجلس النواب كان العراقيون بصورة عامة في انتظار لما تقدمه الكتل المتنافسة في الانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها في الثلاثين من الشهر الحالي من ناحية نوعية المرشحين والالية المتبعة في الاعلان والترويج عنها والالوان التي ستستخدمها تلك الكتل لتمييزها عن الكتل الاخرى وفعلا بدأ الحملات الاعلانية من شرق العراق الى غربه ومن شماله الى جنوبه وبوسائل واليات مختلفة الا ان الملفت في هذه الدعاية هو ما استخدمه التيار الصدري للون البرتقالي في دعايته والتي استطيع ان اقول انها كانت تختلف عن الدعايات السابقة سواء في انتخابات مجالس المحافظات او الانتخابات البرلمانية وحقيقة لا ادري هل ان اعتماد اللون البرتقالي جاء مصادفة ام انه جاء وفق حسابات معينة فبحسب اهل الاختصاص في مجال الالوان وتأثيراتها يقولون ان اللون البرتقالي هو رمز إلى الحرية السياسية كما ان له دلالات خاصة عند كل شعب من الشعوب فمثلا يعتبره الهولنديون رمزا للاستعداد والحركة ويعتبره التشيليون والاوكرانيون رمزاً للثورة ضد الاستبداد والفساد كما يعتبره البعض رمزا للمظلوم وغيرها من الاعتبارات وخلاصة القول ان الذي يتابع المحافظات العراقية في هذه الايام يجدها قد توشحت باللون البرتقالي وبغض عن المعاني التي يعطيها هذا اللون الا انه يحمل عدة رسائل منها رسالة الى كل طاغية ومتكبر انه قد انتهى وقت التنمر والاستبداد ورسالة الى كل فاسد ان وقت الفساد قد ولى وذهب الى غير رجعة ورسالة الى كل متخاذل ان زمان الذلة والانحطاط قد ذهب ورسالة الى كل غيور ان وقتكم قد جاء لتأخذوا دوركم الطبيعي ورسالة الى المظلومين المستضعفين انه قد جاءكم من يأخذ بيدكم الى الانصاف والحق ورسالة الى الصنم الجديد الذي يريد ان يعبد انه جاء من يزيلك والى غير رجعة ورسالة الى كل الخيرين في هذا البلد المظلوم ان اصحاب هذه الثورة البرتقالية السلمية قد جاء دورهم فبعد ان فشل الجميع وبعد ان جرب الجميع وبعد ان ضاق العراقيون ذرعا بإصحاب الشعارات البراقة وبعد ان اختنق العراقيون بعباراتهم وهم يرون ازلام البعث الفاشي يتحكمون برقاب المظلومين وبعد ان يأس العراقيون من وجود الناصر المخلص من كل النكرات التي جاءت من خلف الحدود جاء اليوم ابناء محمد الصدر رافعين شعارهم بوجه الطاغية وهل ايامك الا عدد وجمعك الا بدد فحي الله الابطال وسدد الله خطاهم ومن النصر الا من عند الله .