(الحكمة ضالة المؤمن) .. هكذا يقال .. ولكن كيف يعمل بها من يقرأها أو من تمرعليه قي زحمة الضياع الذي يلف ويغلف كل شي…
في جانب أخر نذكر بحديث للرسول الاعظم صلى الله عليه وأله وهو يقول (رأس الحكمة مخافة الله)..
وبين هذا او ذاك تمتد مسافة الفهم المفترض لحدود الالتئام بين منطقة الوعي ومنطقة التجسيد ولايمكن حينها الالتفاف على حقيقة الفعل لذوي العقول المنفتحه مطلقاً ، وذلك أن الادراك سيؤمن غطاء واقعياً لفعل لايؤطرة الارتجال والتعجل..
وضمن مساحة هذا الوعي يتحرك التيار الصدري برؤى تمزج بين الحكمة والوعي والتجسيد الخلاق لمفهوم العمل الانساني الصحيح، وذلك ان التعامل مع الاحداث بكل متغيراتها واتجاهاتها لن يكتب له النجاح في تحقيق اهدافه مالم يكن منسجماً مع الرؤيه الالهيه التي ترتكز الى الحكمة والتي رأسها مخافة الله وتقواه في من وضع ثقته بمن انتخبهم ليكونوا أمنا على ثرواته ومقدراته.
والسؤال الاهم في خضم ذلك كله هو كم من المتصدين للخدمه العامة من نواب ومسؤولين وجهات سياسيه ودينية بما فيها بعض الواجهات المرجعيه كم من هؤلاء كمن تحرك ضمن مسافه الادراك الحقيقي لجوهر الخدمة العامة وسعى لمرضاة الله من خلال خدمة الناس التي هي تشريف لاتكليف وكما يرددها المرشحون في اعلاناتهم الانتخابية والجواب هم قلة قليله وثلة تكاد تكون معزوله إذ لم يدرك الاخرون حقيقية توجهها وأرتاوا شذوذها والصقوا بها من التهم والاكاذيب ما لم ينزل الله بها من سلطان.
التيار الصدري يكاد يكون في مقدمة الثله.. وهو يتحرك بجذر وروية راسماً طريق خدمة يمزج بين الحكمة والواقعية والنزاهة.. وهو اذ يرسم هذا المسار فاكما يؤكد انه ليس تياراً سياسياً محضاً بل هو خط رسالي يعمل في ضوء توجيهات الحوزه الشريفه الناطقه المجاهرة بالحق.. وما قد يسببه هذا النطق والتجاهر بالحق من فقدان الناصر وخذلان الاقربين واشتداد عداوة الابعدين.
ان الحراك السياسي للتيار الصدري وخصوصاً بعد التغييرات المثمره التي اجراها سماحة السيد مقتدى الصدر في مفاصل التيار المتعدده دفعت بدماء جديده وخبرات متزنه للواجهه السياسية وهذا ما دفع باداء التيار للارتفاع الى مستويات قياسيه ضمن خارطة الحراك السياسي العام الذي يشهده العراق والذي يتطلب بذل جهود استثنائيه من كل الاطراف لتطويق الازمات وحفظ العراق ارضاً وشعباً ودفع شبح الاقتتال المذهبي بعيداً وارساء دعائم السلم الاهلي.
وربما لايتحاج القارئ الذكي الى مزيد من الجهد ليكتشف حجم التطور الذي شهده القرار الصدري خلال الاشهر الماضيه والذي باتت ملامحه في تقدم قائمة الاحرار في محافظات عديده، اضافه الى نوعية التفاوض الذي اجرته الكتله مع الاطراف الاخرى في تشكيل الحكومات المحليه والذي ارتكز على المبدأيه والاخلاص في تشكيل حكومات محليه خادمه انطلاقاً من تجربة التيار الناجحه بل والمتميزه في محافظة ميسان والتي أثبتت عملاً وخدمة ترقى الى مستوى الاعجاب والتكريم.
الحكمه الصدريه ، ظللت كافة الاحداث وكانت بيانات السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) مرافقه لكل الاحداث السياسه ،فعاله في تحريك اجواء الاحتواء، والتأشير الى مواقع الخلل والتركيز بعدم الانجرار للفتنه…وكانت مواقفه سباقه في تنسيق الجهد العام وتوجيههم مع الشركاء المخلصن باتجاه سحب فتائل الازمات وتحشيد القوى نحو خلاص حقيقي يطلبه الجميع ويسعى له كل الشرفاء من عناوين في واجهه العمل السياسي في العراق ورغم ان الآله الاعلاميه المعاديه للتيار سواء تلك العامله ضمن بعض الفعاليات السياسيه العراقية ومن كافة الاطياف والاتجاهات، والتي لايروقها الحراك السياسي الصدري بل مجمل التحرك العام للتيار في نواحي المجتمع العراقي كافة او تلك التي تمثل الاجندات الاجنبيه في مقدمتها الأله الاعلاميه لقوى الاستكبار العالمي والصهيونية التي ترى في قوة التيار وامتداده وتأثيرة، ما قد يلحق ضرراً بالغاً بمصالحها…
الان ان قوة الفعل الصدري قد ترسخت بشكل واع ومتجدد وكان لها تأثيراً كبيراً في تشكيل خرائط الاوضاع العامة والسياسيه منها خاصة مما يوجه رساله لكل من يعنيه الأمر بأن الحراك المقترن بالحكمه والاخلاص سيكون مميزاً فاعلاً مستمراً ذو تأثير غير محدود.
ان النظر الى (نوعية) الحراك الذي تؤديه الهيئة السياسيه للتيار الصدري يجعلنا ندرك ان النمط النوعي الذي يتحرك في ضوءه التيار يشمل كل الفرقاء السياسين وان الجهات السياسيه الاجنبية (سفراء وممثلي جهات اقليميه ومنظمات عالميه) التي تطلب اللقاء مع الهيئة السياسيه للتيار تضم كل الدول والجهات المؤثره في مجمل الصراع السياسي العالمي ،ذلك يجعلنا ندرك ان التيار الصدري لم يعد حركه عادية ضمن مجمل الحركات السياسيه والدينيه على الساحه العراقية، بل اصبح رقماً مؤثراً وعلامه بارزه للنهج الديني الخادم الذي لم تحرفه السياسيه عن مجمل مساحة الحكمة والوعي اللذان اشرنا لهما في مقدمة المقال. ولايمكن اغفال حكمة القيادة بصفتها الموجهه لابصفتها الحاكمه، اذ ان القيادة الصدريه متمثله بسماحه السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) لصيقه بقيادتها لا كما يحاول ان يشير المشككون، قريبه من مفاصلها التنظيميه وهي محيطه بكل مجريات الاحداث ومراقبه لكل اتجاهات الاداء سواء للعاملين ضمن مكاتب السيد الشهيد الصدر (قدس) او ضمن المفاصل التنظيميه للواجهات السياسيه تشريعيه او تنفيذيه وهي لاتسكت عن انحراف ولا ظلم اذ ان سكوتها لن يكون مقبولاً ومحترماً منها أولاً ومن الاخرين ثانياً.
وهذا مالمسناه في بيانات السيد القائد بخصوص بعض نواب الكتله، او بياناته في واد الفتنه بين العراقيين عموماً وبين ابناء المذهب وتشخيصاته الواقعيه لحقيقية الصراع وتأشير ما يسعى اليه الاعداء في جر المخلصين من ابناء التيار الى معارك جانبية لا لهائهم عن معركتهم الاساسيه وهي (الاصلاح المؤطر بالحكمه والموعظه الحسنه
[email protected]