22 ديسمبر، 2024 10:46 م

التيار الصدري عينٌ على المبادىء وعينٌ على المنافع

التيار الصدري عينٌ على المبادىء وعينٌ على المنافع

منذ نشاة العملية السياسية بعد 2003 والتيار الصدري يتأرجح بين أن يكون مقاوما للمحتل الامريكي وفقا لمبادىء زعيمه سليل آل الصدر الاحرار الكرام المقاومين لامريكا واذنابها بما فيهم نظام صدام المقبور ، او مهادنا له وفقا لمبدأ توزيع المناصب بحسب نظام المحاصصة وتقاسم الغنائم الذي تتصارع من اجله جميع الاحزاب السياسية المشاركة في السلطة.
ولغاية اليوم نشاهد التيار الصدري ممثلا بزعيمه الديني والروحي يراوح بين ان يعود لمبادىء الدين الاسلامي ومنهج آل البيت ومبادىء الوطنية أيضاص ليقف مع الشعب المظلوم والمضطهد وإحدى عينيه ترنو الى ذلك ، وبين أن لا تفوته السلطة من ما تأتي به من مناصب ومكاسب مادية ومنافع دنيوية فترنو العين الاخرى صوب هذا الاتجاه.
لذلك نستمع الى السيد الصدر يخرج يوما ليتحالف من اجل السلطة مع الفاسدين بما في ذلك قائمة العبادي التي تضم كبارهم ، ويخرج في يوم آخر فيضع اربعين شرطاً تعجيزياً لشخصية رئيس الوزراء ليضع العصا في دولاب العملية السياسية ، وآخرها يخرج يوم امس ليضع سبعة شروط لتشكيل الحكومة ويعلن (لن نعود الى المربع الاول) ، والا فهو يعلن الانسحاب من السلطة والذهاب الى المعارضة وهو لن يفعل ذلك ابدا لأن العين التي لا تزال ترنوالى السلطة لم تتركها وسيتشبث بها التيار وبتأييد مطلق من حاشيته ومشاوريه الدنويين.
سماحة السيد مقتدى ، مكانكم الصحيح هو المعارضة لجميع اشكال الفساد وعدم الدخول مع الفاسدين والسراق في تحالف واحد لتشكيل الحكومة ، وعكس هذا سيغدر الفاسدون بكم ولن يعطوكم استحقاقكم الانتخابي وفي وقتها لن تستطيعوا العودة الى المعارضة بكرامة وكبرياء . اذهبوا اليها اليوم بارادتكم قبل ان يعيدوكم اليها بارادتهم.فالدعوجية وحلفائهم اصحاب مكر وخديعة وانتم أعرف بهم من غيركم . والمؤمن لا يلدغ من جحرس مرتين. المبادىء خيرٌ لكم من المنافع بالف مرة ، والله من وراء القصد .