أضحكني كثيرا مقال تحت عنوان (( أبناء الصدر والمسؤولية التاريخية )) بقلــــم ( عباس الزيدي ) على موقع كتابات حشد فيه كل امكانياته وربما استعان بآخرين كذلك من أجل ان يحسن صورة التيار الصدري وقيادته في محاولة لإبراز دور لا وجود له في حماية العراق معتمدا بالتأكيد ان يكون قراء مقالته هم من التيار الصدري فقط لأن جملة كلماته المتهالكة يفهمها الاغبياء على انها مدح يرفع صاحبه لمنزلة المقربين من قيادة التيار والحقيقة أن غيرهم يستنتج انها هوجة غضب متوقعة لتبرير خسائر متتالية أصابت التيار بأفراده وقياداته لأنه كان ولا يزال يفتقد المنهجية الواضحة في المسيرة السياسية .
قال الزيدي وهو يحاول ان يبرر حمل السلاح ضد الحكومة ((…… أن الدفع الذي قامت به جهات من (الشيعة المنطقيين) ضد التيار الصدري كان من أسباب شعور التيار بالخطر بالتالي ضرورة الدفاع عن النفس، وأتذكر جيداً تلك الأيام حينما قام بعض هؤلاء المحسوبين على الشيعة بالدفع باتجاه استفزاز التيار عبر إغلاق جريدة (الحوزة )….. )) وهذا الكلام قمة في الإدانة لهذا التيار الذي يتصرف على حساب ردة الفعل العكسية حيث انه بمجرد الاستفزاز _ حسب كلام الزيدي _ يقرر حمل السلاح واعتبار الحكومة والشعب ومصالح الوطن هم أعدائه لأنهم إستفزوه !, وبعدها تطرق الزيدي لذكر دور التيار بعد سقوط النظام مباشرة وقال عنه (( لا بد من التذكير أن أتباع السيد الصدر هم الذين أداروا شؤون محافظات الجنوب للأشهر التي تلت سقوط النظام، وقد كان أداؤهم مبهراً، )) , ولا أعلم لماذا هذا الكذب المباشر ؟ فهل كان هناك شي اسمه تيار صدري تلك الايام ؟ , ان من كان موجودا هم اناس حاولوا حماية البلاد من السرقة وحاولوا ان لا تنهار امور البلاد وهؤلاء من كل فئات الشعب بمختلف توجهاتهم ومختلف قومياتهم ولا دخل لقيادة في ذلك غير ان الاغلبية في جنوب العراق كانوا من مقلدي الشهيد الصدر الثاني وهناك فرق كبير بين التقليد ودوره في وطنية الانسان العراقية وبين فرد انتمى لتجمع أطلق على نفسه ( التيار الصدري ) فالشهيد الصدر مرجعية وليست تيارا ولو كان اسم الصدر مشتركا في الاثنين ولكن الهدف والنهج والآلية تختلف بين علمية المرجع وتخبط المقلدين بعد إستشهاده قدس سره .
ورغم قوله ان التيار الصدري كان ولا يزال (فتيا ) الا ان الزيدي يبحث عن مزايا حسنة تذكر لهذا التيار فلم يجد الا ميزة أُكتسبت حديثا من خلال محافظة ديالى التي أصبح لهم بها منصب المحافظ وعدد من الاعضاء في المجلس فقال ((ومن المؤكد أن الصدريين لو استلموا يوماً مقاليد الأمور في العراق لشهدنا اختلافاً واضحاً في الوضع الأمني. ومن أوضح مصاديقها أن المحافظات التي يكون فيها التيار أقل نسبة من غيره يكون الأمن مفقوداً تماماً كما في محافظة ديالى. )) وكأن كلمة ( لو ) عهد ووعد للعراقيين يريد ان يقول من خلاله ما بجعبته من دعاية انتخابية للبرلمان القادم , وقد نسي او ربما تناسى ان التيار كانت له ومنذ اكثر من 8 سنوات مناصبا ادارية في محافظات مختلفة وان لديه أعضاء برلمان وصل عددهم آخر مرة الى 40 عضوا وهم لهم نصيب من الفساد والسرقات التي فضحها الاعلام وفضحها التيار نفسه حينما بات ينقسم على نفسه يوما بعد يوم , اما الامن في ديالى فهو كان ولا يزال من ثمرة القوات المسلحة وقيادتها ولا دخل للمحافظ او غيره بذلك ولا يمكن التجاوز على حقيقة الامور بمجرد كلمات يطلقها قلم الزيدي او غيره .
وخلاصة القول الذي يريد ان يطرحه الزيدي في مقاله ان هناك انتخابات قادمة والمرجعية تخلت عنا وان التيار انزه من غيره رغم انه فتي وهو لا يفكر بغير مصلحة البلاد …ووو , لنصل الى نتيجة من كل هذه الهرطقة وهي تلك المبنية على المنطق وعلى التجربة وعلى وضوح المعطيات التي أشارت الى ان هذا التيار بات أشد معرقلي سير عمل الحكومة والبرلمان وايضا اتضح من خلال وزرائه انهم ليسوا من ذوو الخبرة فقربهم من القيادة من يخولهم لمناصبهم كالوزير (لواء سميسم وزير الآثار ) فهو طبيب أسنان ولكن زواجه من النائبة (لقاء آل يس .. بنت خال الشهيد الصدر ) مكنه من المنصب , والعراق لو استمع او قاده مثل هذه القيادة الفتية التي لم تتعلم منذ أكثر من 10 اعوام ستكون الأوضاع السياسية والأوضاع الاقتصادية والتنموية في مهب الريح لأنهم ببساطة ودون مغالاة رجال يقررون على ضوء الانفعالات والأهواء الشخصية وهم يستقون من لحن القول منهجا ومن الاطلال دربا وشعارا .