20 ديسمبر، 2024 8:45 ص

التيار الرسالي واستشراف المستقبل

التيار الرسالي واستشراف المستقبل

المستقبل ذلك المجهول الذي ظل هاجسا مقيما لدى البشر منذ العصور السحيقة، غير ان الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم في عالمنا الحالي فتحت مجددا باب التساؤل عن كنه ما يخبئ الزمن في طياته للبشرية وعما سيكون عليه مستقبل المجتمع الإنساني، بل عن مصير الإنسان ذاته إزاء ارتياد العلم الحديث مجالات من البحث في أدق الأمور.
ولقد أخذ التفكير بالمستقبل حيزه في هواجس الفكر الإنساني منذ بداية تكوينه وظهور الإنسان على سطح الأرض، وكانت مواجهة ذلك الهاجس وراء كل التطورات التي أحرزها الجنس البشري. فقد كان الإنسان يرصد دائما الأحداث التي تدور حوله ويعمل على استشراف التغيرات المستقبلية التي تنجم في اكثر الأحيان عن طريق انشطته هو نفسه في مختلف مجالات الحياة ويستعين بالمستجدات التي تلازم ظهور هذه التغيرات في إحداث المستجدات.
ولكن تبقى تأثيرات هذه التغيرات المستمرة على حياة الانسان متفاوتة على الفرد والمجتمع بالمقارنة بما يحدث من تسارع المستجدات الطارئة التي يشهدها العالم في الأزمنة الحالية ونذكر هنا الاحداث القوية والعنيفة التي عصفت بالعراق وشعبه في سنوات عجاف وما يحدث في سوريا وما حدث في المنطقة العربية ،حيث شغلت هذه الأحداث حيزا كبيرا في عقول الكثيرين من المفكرين والمثقفين المهمومين بالوضع الإنساني الأسلامي بشكل عام وفي بعض الأحيان بشكل خاص يتجه نحو مسيرة معينة.
 ولقد كان من الطبيعي ان يكرس ثلة من الشباب الرسالي من هؤلاء المفكرين والباحثين لتتبع مسار الرسالة المحمدية الحسينية المهدوية،ورصد النتائج التي سوف تترتب عليها وتأثيرها في الثقافة والمجتمع بصورة عامة، ووضع التصورات المحتملة لما قد يمكن ان يكون عليه الوضع في المستقبل القريب والبعيد “انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا” واقتراح الوسائل والأساليب التي يمكن بها مواجهة هذه النتائج ومناوأتها أو التكيف معها حسب حاجتها وإمكان تكيفها.
ولأستشرافهم للمستقبل نذرالتيارالرسالي نفسه في تسخير المستجدات الناجمة عن الأحداث لصالح الإنسان وتقدم المجتمع، وأدى ذلك الى البحث والتقصي وقيام الدراسة في علم مستقبل دولة العدل الإلهي، كما تخطت عمليات إستشراف المستقبل المهدوي في تلك المرحلة الأولية بالتخطيط العلمي السليم لمواجهة التغيرات بأجراءات حاسمة وفعالة، أي انه أصبح لديه أهداف عملية تطبيقية تتجاوز مرحلة المعرفة النظرية وتعنى بوضع الخطط ورسم السياسات التي تكفل حسن الإفادة من هذه التغيرات من المهد الى اللحد مع الإستعانة بالتأريخ ورصد الإتجاهات العامة السائدة في المجتمع، بل وفي العالم كله والنظر الى الاحداث من منظور شامل آخذا في الإعتبار مختلف الإحتمالات والإمكانات.. لذا أصبح إستشراف المسقبل الرسالي مطلبا اساسيا وضروريا لتحقيق المنجز المرتقب في مختلف مجالات الحياة سواء السياسية أو الثقافية أو الإجتماعية مع الأخذ بالإعتبار أحتمال- بل واقعا – ظهور أيدلوجيات مناوئه وكيفية التصدي لها بالمستطاع السلمي والعملي.
إن التيار الرسالي ينظر بعين ثاقبة للمستقبل المهدوي وذلك كمؤشر واضح على التغيير الجذري الذي طرأ على موقف الإنسان الرسالي من الحياة ودوره الإيجابي في تشكيل الواقع، ذلك لأن الإنسان هوالذي يصنع مستقبله بنفسه بما يتصوره وما يعمل على صنعه وإبداعه وتحقيقه. لقد وضع التيار الرسالي منهجه مستشرفا مستقبل الأمة المهدوي مستمدا رؤيته في الحياة ومتغيراتها من قادة الخط الرسالي”صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.فهو كيان اسلامي سياسي عقائدي يؤمن بالتغيير، كما يؤمن بأن الاسلام هو المنهج المستقبلي لحياة أفضل وهو الطريق الأكمل لسعادة الإنسان ورقيه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات