نحن في الوطن العربي قد حكمنا بتيارات ثلاث اختلفت في اشياء واتفقت في بث الكراهية في المجتمع
وهذه التيارات هي التيار التكفيري ، والتيار القومي البعثي ، وتيار الاسلام السياسي
فالتيار القومي قد اعتبر الاستعمار الغربي هو سبب كل مشاكلنا ويجب الحفاظ على وحدة الامة العربية واعتبر كل من لم يؤمن بهذه الوحدة العربية انه عدو للامة العربية وعميل للغرب الكافر ( المتفوق عليهم طبعا ) وقد بنى سياسته على كراهية الاخر المختلف معه وبذلك فرق الامة وبث بها روح الكراهية بين ابنائها وابرز من ممثل هذا التيار هم البعث والناصرية نسبة الى عبدالناصر .
وبعض من تيار الاسلام السياسي كذلك كان يقول ان الاسلام هو الحل وان امريكا والغرب هم عدوتا الاسلام وطوال وجودهم في المعارضة كانو يقولون بخيانة وليس وطني من يتعامل مع امريكا والغرب لانه هؤلاء يخططون ويتربصون بنا للاطاحة بالاسلام لذلك على الجماهير الالتفاف حولنا وهم بذلك بثوا روح الكراهية بالمجتمع من خلال تخوين وعدم وطنية من يتعامل مع الغرب ، والحقيقة كذلك هم اتخذو معاداة الغرب شعارا لا اكثر والتجربة تثبت لنا ذلك من خلال تسلم السلطة للاخوان المسلمين في مصر فهم لم يرفضوا المساعدات الامريكية بل تعاملوا معهم بكل حفاوة ولم يرفضوا التعامل مع البنك الدولي رغم كانو يعيبون ذلك على من كان يتعامل مع البنك باعتباره غير اسلامي ومن هذه الاشكالات التي تبين عندما دخلوا في امتحان السلطة الحقيقي فشلوا وانهم اخذو ذلك شعارا فقط .
والتيار التكفيري فهو يبني كل افكاره وفلسفته على انه هو من يملك الحقيقة وانه الحل الوحيد لهذه الامة الاسلامية لنيل عزها وكرامتها وتخليصها من الغرب الكافر ومن اعداء الامة في الداخل من طوائف معينة داخل الدولة الواحدة وكل من يعارض هذه التيار فهو كافر ويجب ان يقتل وكذلك استخدمت عبارات العمالة للغرب ولامريكا الكافرة وغيرها .
ما نريد ان نصل اليه من خلال هذا المقال هو 1ـ ان كل هذه التيارات اختلفت في اساليبها وطرق تعاملها مع الاشياء لا بل هناك عداء شديد فيما بين هذه التيارات ،
لكنها اتفقت بشكل كبير جدا هو بث الكراهية بالمجتمع من خلال الغاء الاخر واعتبار نفسها هي من تمتلك الحقيقة المطلقة وهذا نابع من ادبيات هذه التيارات ومفرداتها المشحونة بالكراهية .
و 2 ـ التدرج المرحلي في هذه الكراهية بعد ان كانت على مستوى الامة ككل اصبحت الان في الدولة الواحدة وبين طوائفه التي كانت متعايشه فيما بينها الى حدا .
نحن في الوطن العربي سبب تخلفنا الاول هو الغاء الاخر وكلا منا يعتبر نفسه هو من يمتلك الحقيقة فقط وهذا يجعلنا في صراع دائما وتخوين جهة ووطنية جهة اخرى لذلك يجب ان تكون هناك وقفة جادة لمواجهة هذه التيارات من خلال مواجهة الفكر بالفكر وتضيق الفكر المتطرف وجعله هامشيا اذا لم نستطيع القضاء عليه وتجفيف منابع الفكر المتطرف واعادة النظر فيه وخصوصا في البلدان التي تدرس الفكر المتطرف لانه اذا كانت اليوم هي في مأمن غدا سوف تحرقها النار وسوف ياتي يوم يقال هذه بضاعتكم ردت لكم …..