الدلائل والمؤشرات للتوقيت الخبيث للتفجيرات الإجرامية .. خاصة بعد عودة علاوي من منفاه الاختياري .. إلى المزبلة الخضراء , وصدور قرار الإعدام بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي .. وقرب سقوط النظام السوري في دمشق !؟.
بداية نود أن نؤكد على وجود ظاهرة وصفة جديدة أصبح يتصف ويتميز بها أبسط فرد من أفراد الشعب العراقي , ألا وهي : سرعة البديهية وسرعة التحليل للأحداث التي عصفت وتعصف بالبلاد وبأرواح العباد منذ بداية دخول المحتليين وعملائهم وحتى آخر تفجير حدث في بغداد قبل قليل من كتابة هذا المقال .
العراقي اليوم بغض النظر عن المهنة أو الشهادة العلمية أو التعليمية التي يحملها بات متخصص بالشأن السياسي والأمني العراقي بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى , وأصبح بكل جدارة واقتدار يشخص مكامن الخلل ومواقع القوة والضعف في جميع مفاصل الدولة العراقية المنهارة أصلاً , لا بل أصبحت تحليلاته وتشخيصاته الصائبة للأمور والأحداث تضاهي أو تتفوق أحياناً على تحليلات الكثير من المحللين والسياسيين الغربيين والمحليين المختصين بشؤون السياسة أو ما يسمى مكافحة الإرهاب وغيرها من التسميات , خاصةً بعد أن وجد نفسه قد دخل بدون أن يدري في دورات تدريبية مكثفة في هذا المجال ( مجال التشخيص والتحليل للأمور السياسية والأمنية ) على مدى العقد الأخير من حياته , بعد أن دفع أكبر ضريبة في تأريخه وهي حياة مئات الآلاف من خيرة أبنائه , وقدم أنهاراً من الدماء الزكية لازالت تجري حتى هذه اللحظة , فأنت عندما تسأل أو تتساءل عن الدوافع والأسباب لدوامة العنف ومسلسل القتل والتفجيرات الدموية , يأتيك الجواب مطابقاً من جميع العراقيين .. سوى أن كان طفلاً أو شيخاً , امرأة أو رجل , أمياً كان أم متعلماً . عامل أو فلاح , صاحب شهادة عليا , أو شهادة مزورة , الكل يعطيك جواب واحد وصائب ودقيق وباللهجة العراقية : ( همه بيناتهم أي ( هم مع بعضهم ) , الأحزاب والمكونات إلي في الحكومة , يتعاركون على الكراسي والمناصب , ومن مبدأ هذا إلك وهذا إلي , وكلمن يريد النار لخبزته , بس إحنا الواكعين بيها .. أي نحن البسطاء من يتحمل وزرها ) .
الجرائم والتفجيرات الدموية بواسطة السيارات المفخخة التي حدثت في الأيام القليلة الماضية , والتي حدثت اليوم , والتي ستحدث غداً أو بعد غد , لها دلالات ومؤشرات وأجندات داخلية وإقليمية ودولية مازالت غير مكتملة الصورة , ولازالت غير واضحة المعالم , لكن بما لا يقبل الشك يبقى ضحاياها وقرابينها أرواح ودماء ملايين العراقيين الأبرياء وقوافل الشهداء منذ عام 2003 وحتى أن تكتمل صورة ورسم خارطة الشرق الأوسط الجديد , وتحديداً بعد أن يتم الاتفاق على صيغة معينة أو إنهاء أو تحجيم الدور الإيراني المُدمر في المنطقة .. وربما العالم , من لبنان مروراً بسوريا والعراق ونزولاً إلى دول الخليج .. ووصولاً إلى اليمن السعيد , ومنذ أكثر من 17 عشر شهراً أنضم الشعب السوري لشقيقه العراقي ليكمل هذا المسلسل وهذا المشهد المأساوي الدموي , وقريباً سينضم لهم الشعب اللبناني الشقيق ليقدم أيضاً قوافل من الشهداء والقرابين فداء للفريقين المتصارعين على الفوز بالهيمنة علينا كعرب من جديد , وكذلك تقاسم الكعكة وتبادل للأدوار في شرق أوسط مقسم من جديد .
التوقيت لتفجيرات اليوم التي عمت جميع محافظات العراق تقريباً من الشمال إلى الوسط والجنوب هي مجرد رسائل مشفرة تحمل أكثر من مؤشر وأكثر من دليل , كتبت بدماء العراقيين الأبرياء , لضرب أكثر من عصفور بحجر إيراني عنصري طائفي خبيث ممكن تلخيصه بما يلي :
1- تزامنت هذه التفجيرات الإرهابية كردة فعل بائسة ورسالة للولايات المتحدة , ولكندا التي أقدمت على القيام بأول خطوة في طريق ردع إيران , وإيصال رسالة قوية وجريئة لها عن طريق قطع العلاقات الدبلوماسية معها فوراً , وتوجيه أقوى وأشجع اتهام لها , وبأنها دولة إرهابية ترعى وتمول الإرهاب وتشكل خطر على أمن ومستقبل العالم بأسره .
2- تزامنت هذه التفجيرات مع عودة أياد علاوي من المنفى الكردستاني – اللبناني , إلى العاصمة بغداد وتحديداً إلى قلب المنطقة الخضراء متحدياً المالكي وأزلامه وإيران وقوة سطوتها , بعد أن أعطاه الوفد الأمريكي المكون من صهاينة البيت الأسود ( ليبرمان + جون مكين ) الضوء الأخضر .. والحظ والبخت بأن يعود معزز مكرم ومحمي من القوات والسفارة الأمريكية , وليصرح بما يشاء خاصة في الشأن السوري وتأثيراته السلبية المباشرة على الوضع في العراق في حال زواله وسقوطه قريباً .
3- تزامنت هذه الجرائم اليوم أيضاً وتم التوقيت لهذه التفجيرات مباشرة بعد صدور حكم الإعدام بحق نائب الرئيس العراقي السيد طارق الهاشمي غيابياً , لكي تكون شماعة لإيران والحكومة العميلة بأن من قام بهذه التفجيرات هم أنصار وأعوان طارق الهاشمي من السنة ؟, وأعوان وأنصار ومؤيدي القائمة العراقية بقيادة أياد علاوي العائد للتو إلى المسرح السياسي من جديد كما ولدته أمه , ليبعث الروح بالقائمة العراقية التي مزقتها إيران وشتت قياداتها .
4- جاءت هذه التفجيرات أيضاً بسبب الضغوط الاستثنائية التي مارسها الوفد الأمريكي الأخير على شخص وحكومة نوري المالكي , بسبب دعمه ووقوفه مع النظام السوري مرغماً أخاك لا بطل .. وغصباً عن أنفه , بسبب الضغوط التي تمارسه عليه إيران , أي ضغوط .. ( خامنئي + سليماني ) .
5- هذه التفجيرات التي حصلت اليوم , والتي حصدت أرواح المئات من الأبرياء العراقيين في شتى أنحاء العراق , وغيرها من التي ستأتي غداً أو بعد غد .. والتي ستكون أبشع وأقسى من سابقاتها , وربما ستستهدف أماكن دينية حساسة كمراقد وحسينيات وقبور وحتى مراجع ووكلاء مراجع وشخصيات في النجف أو كربلاء أو بغداد , من أجل خلق فوضى عارمة في عموم العراق ربما تنتهي أو تتكلل بإعلان حالة الطوارئ وسن الأحكام العرفية , تحسباً لأي طارئ قد يحدث بعد سقوط النظام في سوريا , وكذلك الهدف والغرض الأول والأخير من كل هذه الممارسات والألاعيب هو تخفيف الضغط الدولي المتنامي على إيران من أجل عزلها وتحيدها , وكذلك تخفيف الضغط وتحويل الأنظار عن ما يقوم به النظام السوري من جرائم بشعة بحق الشعب السوري , الجرائم التي لا تختلف عن ما ارتكب ويرتكب بحق العراقيين منذ بداية الجريمة التي مهدت وسهلت وساعدت عليها إيران , وهي جريمة الاحتلال , والآن إيران وليس غيرها هي من تتحكم بجميع خيوط اللعبة في العراق وفي سوريا وفي لبنان ,والتي تحتلهما منذ أكثر من 32 عاماً , والعراق الذي تحتله منذ أكثر من تسع سنوات .
6- أخيراً .. هذه التفجيرات نقسم ونحلف عليها بالعباس والحسين .. بأن من خطط لها ونفذها أي تفجيرات اليوم 9/9 2012 , وكذلك من سبقها ومن سيلحقها قريباً .. تقف وراءها جمهورية إيران الإسلامية وعملائها ومخابراتها وأجهزتها الأمنية المتواجدة في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية العراقية , وفي جميع دوائر ووزارات ونقاط التفتيش المنتشرة في جميع أنحاء العراق , ومن يقول عكس ذلك ليأتي بالدليل .