لكل إنسان في الحياة دور يؤديه ,ومواقف تسجل له ,أو عليه,وحسب توفيقه من الله المرتبط بحسن اختياره, وما فيه من محتوى إنساني وأخلاقي وثقافي.
فهناك أناس مثل هتلر وصدام وغيره من الجبابرة,اختاروا أن يخلدوا بالتاريخ بإجرامهم وما خلفوه من دمار طال شعبهم وشعوبا أخرى,وبقيت أثار ما فعلوه سنوات و لأجيال وانتشر أثرهم لمناطق تجاوزت بلدانهم,وحتى اثر في العالم ككل,ولم تعد الحياة بعدهم كما كانت قبلهم..وهذا توفيقهم.
وهناك أناس مثل أديسون ووات وباستير,اخترعوا أشياء عظيمة خدمت البشرية , وأثرت بشكل ايجابي في الحياة الإنسانية, وكذلك كانت أثار مكتشفاتهم تلك بلسما للكثير,بل عمت أثارها الايجابية الدنيا بأسرها,فخلدوا بتلك المكتشفات..هذا توفيقهم.
وهناك أناس مثل الطوسي والطبرسي والحلي والمفيد ,قدموا فكرا وعلما لازال يدرس على مدى عشرات السنين ,وتعلمه الآلاف من طلبة العلوم واثر في الإنسانية,فنشر المعرفة وبان نوره في مختلف أصقاع الأرض ,حتى خلدت أسمائهم بعلومهم ومؤلفاتهم..هذا توفيقهم.
وهناك أناس مثل سوار الذهب السوداني ,وموخيكا الأرغوياني ,شرفوا مناصبهم الرئاسية بعملهم لخدمة شعبهم رغم توليهم أعلى المناصب في دولهم,فبقيت شعوبهم تذكرهم بكل خير وخلدوا كأناس لم تطلب السلطة أو كرسيها,فخلدوا بهذا الترفع..هذا توفيقهم.
وهناك سياسيون على مر تاريخ العراق قديما وحديثا,منهم الوطني ومن عمل على خدمة وإعلاء شان العراق ,وربما ضحى بنفسه لأجله وتحمل الأمرّين وهجّر واعدم الكثير من أهله ومقربيه,فخلده العراقيون بالذكر الطيب والاحترام والتقدير…هذا توفيقه.
ومنهم من سيذكره العراقيون بسرقاته , وخيانته للأمانة , وعمله بالضد من مصلحة العراق , وسيخلده بسوء أفعاله أو سيذكره العراقيون بعمليات التجميل التي كلفت الملايين,أو بصرفيات موبايل طفله الصغير المليونية, أو من سيذكره العراقيون,وربما العالم بصاحب أغلى بواسير في العالم..هذا توفيقه.