23 ديسمبر، 2024 6:08 ص

التوغل التركي والهوية الوطنية والسيادة الخارجية والداخلي

التوغل التركي والهوية الوطنية والسيادة الخارجية والداخلي

الكثير منا يتابع ما يجري في العراق وما يسطره ابطال الجيش العراقي والحشد الشعبي وابناء العشائر من انتصارات باهرة على داعش الارهابي .. تلك الانتصارات التي جعلت من الاخرين ان لا يصدقوا ما يحدث عندما يهب الشعب لنصرة وطنه في الدفاع عنه .. وكأنهم نسوا وفي داخل انفسهم ان العراقي قد انكمش وما عاد يقوى على مقارعة اي عدوان فجاءت اللطمة على الوجوه عندما سطرها ابناء القوات الامنية بكل صنوفها دفاع وداخلية وحشد وابناء عشائر.

هنا يجب ان يوضع سيناريو جديد للفت الانظار عن تلك الانتصارات الا وهو اختراق .. توغل .. احتلال سموه ماشئتم لكنه في جميع الاحوال خرقا واضحا للسيادة العراقية .. خرقا للاعراف والقوانين الدولية لان الحكومة ادعت ان الاخترق كان بدون علم منها وتنسيق.. الا وهو الاخترق التركي للاراضي العراقية.

هنا نتوقف عند مفهوم السيادة ، حيث يستخدم هذا المصطلح بصورتين مختلفتين ولكن مترابطتين للإشارة إلى السيادة الداخلية والسيادة الخارجية في حين ترتبط السيادة الخارجية بوضع الدولة في النظام العالمي ومدى قدرتها على التصرف ككيان سياسي مستقل ..

والثاني هو السيادة الوطنية ،أو الدولة ذات السيادة الكاملة، فإن السيادة الداخلية تعكس القوة أو السلطة العليا داخل الدولة ممثلة في السلطة صانعة القرارات السياسية الملزمة لكافة شرائح الشعب والجماعات والمؤسسات السياسية داخل حدود الدولة.. وهنا ترتبط السيادة الداخلية بمفاهيم مثل السيادة البرلمانية والسيادة الشعبية المنبثقة من الشعب ولفائدته بمجموعها..

هذا المفهوم غاب عن ممثلي الشعب نتيجة الافكار المريضة في الاستحواذ على المكاسب والعناوين من خلال ترك الهوية الوطنية والتوحد تجاهها والذهاب الى عناوين مقيتة تفتت الشعب والبلد مثل الطائفة والعرق.

واليوم اكثر من غد مطلوب تفعيل دور جامعة الدول العربية والامم المتحدة للحفاظ على سيادة العراق الوطنية وسلامة امنه الاقليمي من اي اعتداء خارجي وضبط الحدود مع دول الجوار وإنهاء المشاكل الحدودية العالقة.. هنا الصورة الواضحة للاختراق التركي وكيف يتم الحفاظ على السيادة الوطنية الخارجية.

لكن نحن في العراق لدينا مشكلة صنعها السياسيين الا وهي الطائفية التي يجب ان نتخلص منها ونتفق على الحقوق والواجبات ونتفق على تقسيم عادل للثروة في البلد وهذا هو اساس البناء الصحيح.. كما ويجب ان نعمل على ان نبني عراق قوي دولة مؤسسات .. دولة مدنية دولة ذات سيادة داخلية.. والسؤال هو كيف نحصل على ذلك.

ان استقرار العراق لا يمكن ان نحصل عليه الا بان نتفق داخليا ونتوحد بقدسية هوية وطنية جامعة لا بعناوين طائفية وعرقية مقيتة .. لاجل مصالح ومآرب آنية ضيقة ..

ان حلول لهذه المشاكل سيكون سهل لو حصل اجماع وطني واتفاق وطني داخلي… لكن هيهات من السياسيين ان يفعلوا ذلك لانهم لا يفكرون الا بالمشاريع الربحية وليس المشاريع الوطنية .. اليوم نحن بحاجة الى وعي سياسي حقيقي داخل العملية السياسية وعي وطني ناضج بعيد عن كل الترهات .. نحتاج ان نتفق على قدسيتنا الوطنية ونتعصب لها جميعا ويجب ان لا نتمسك برموز البؤس الماضية.

العراق سيقف على قدميه غصبا على كل الطائفيين واصحاب المآرب الدنيئة والفاسدين والمفسدين من السياسيين وحيتان الفساد ومافيات الاستغلال لثروات الشعب ..وعلى الجميع اذا ما ارادوا ان يبنوا عراق يكون دولة مؤسسات دولة مدنية تعنى بالحقوق والواجبات لا بالعناوين والترهات .. دولة تهتم بهويتها الاقتصادية التي لا وجود لها لحد هذه اللحظة ..

وعلى الجميع ان ينظر نظرة واقعية لما نحن فيه.. لان في اختلاف السياسيين الطائفية خسرنا وجميع الجوار الاقليمي العربي والاسلامي رابحون من ماأساة العراق.. كيف ولماذا واضحة ولا تحتاج ال تفسير!!.

قلنا ونبقى نقول لا مكان للطائفيين بيننا بعد عامنا هذا وموقفنا هذا .. وما نعتقد ونؤمن به هو التصحيح وان ثبت خطأ ما اعتقدنا. ونؤمن بالاصلاح وانتماءنا للعراق الواحد صاحب الهوية العراقية لا الهوية الطائفية والعرقية .. ويقينا ان صراعات التشرذم والانهيار بين السياسيين ستذهب بلا رجعة لان انكشفت وجوههم القاحلة في الغلو والطمع والجشع نتيجة الشعارات الطائفية والعرقية دون الاثبات على الهوية الوطنية العراقية .. فبأس من سياسي يتعكز على عكاز

الطائفية والعرقية .. وبئس من مجتمع لا ينتفض لتحقيق هويته الحقيقية .. هوية العراق التي ستبقى عالية وسنحترم كل من يقدس انتماءه العرقي والطائفي ولا يسيء الى الاخرين وان يحترم هيوة العراق للحفاظ على السيادة الداخلية للبلد.

فعودوا بنا للهوية الوطنية العراقية ولتأخذ الامور مسارها وتعالوا نفرح ونبتهج بانتصارات جيشنا وحشدنا وابناء عشائرنا التي حققوها ولا زالوا يحققونها على التنظيمات الارهابية في كل بقعة من بقع ارض العراق..

والله من وراء القصد