8 سبتمبر، 2024 2:27 ص
Search
Close this search box.

التوغل التركي والمطاردة الساخنة!

التوغل التركي والمطاردة الساخنة!

مازالت المسلسلات التركية، تغزو الفضائيات العربية والعراقية، ومنها مراد علم دار وذئابه القاتلة، والعشق الممنوع، وحريم السلطان، ولهذا قرر رئيس الوزراء التركي أردوغان، السير على خطى تفاهات مسلسلاتهم وفسقها، ويغزو العراق في تمثيلية، أقل ما يقال عنها، غزو المسموح.
إستباحة لأرض العراق، وإنتهاك للأعراف الدولية، مع تجاهل تام لأمريكا، التي من المفترض أنها ترتبط معنا، بإتفاقية إستراتيجية للتعاون العسكري، فهل هذه المعاهدة المترهلة، في كل شيء، إلا الخطابات والمناكفات التافهة، إمتداد للتعاون الصدامي التركي، المبرمة سابقاً من أجل، مطاردة حزب العمال الكردستاني التركي، والتوغل في الأراضي العراقية، والتي سميت بالمطاردة الساخنة، وتم فيها قتل كثير من الأبرياء ربما!
تذكر أردوغان تواً، مبررات معاهدة تمت بينه، وبين أثيل النجيفي، محافظ الموصل المقال، وبين الكرد، وخرج لنا بمرارات لا تمت للموضوع بصلة، وهذه المرة لتدريب قوات كردية، لمساعدتها في تحرير الموصل، ليبدو وكأن تركيا حليف للعراق، في حربه ضد داعش، ولم يدرك أن العراقيين، ما زالوا يتذكرون دور القنصل التركي، في إحتلال الموصل، وتعاونهم غير المحدود مع داعش.
 الأراضي والمستشفيات التركية، باتت مرتعاً للدواعش، فتجدهم يسيرون فيها، وكأنهم من أهلها، أفلا يرضيك ما فعله العجوز العثماني، بخلافته المدججة بالحريم والجواري، الى حرق لدور العلم واساطين الكتب، ليدونوا تاريخهم في العراق بالدم، وها انت اليوم تنتهج طريقهم يا أردئ غان، لأنك تفكر في النيل، من عظمة العراق ومقدساته.
 العراق وما فيه، من حشد عربي كردي، موحد أصيل، يرفض دخولكم لشبر واحد من أرضنا، فاخرجوا منها سالمين قبل فوات الأوان، رغم أن أهدافكم معروفة لدينا، خاصة بعد أن بدأت الإنتصارات واضحة للعيان، لرجال العراق في معركتنا مع داعش، ودحرهم في قواطع الأنبار وقبلها في صلاح الدين، وهذا معناه قرب نهايتها، مما سبب لكم الحرج أمامها، لكونكم ملتزمون بحمايتها، لأنها تذكركم بعثمانيتكم، وإمبراطوريتها الحمقاء.
سؤال يفرض نفسه بقوة، لماذا هذا التوقيت بالذات؟! وداعش مضى على وجودها لأكثر من سنة، ولم تتدخلوا بشكل مباشر، وبقوات برية، إلا هذه الفترة؟ الواضح أنكم بعد إسقاطكم للطائرة الروسية، ومحاصرتكم من روسيا، كردة فعل طبيعية ضدكم، وقطع إمدادات النفط المهرب، من العراق وسوريا وقصفها، من قبل الطائرات الروسية، قبل الدخول الى أراضيكم، لإنعاش إقتصادكم على دماء الأبرياء، إتخذتم قراركم للتدخل البري، لحماية اسطول النفط المسروق، وتغذية داعش من أجل الإستمرار.
ختاماً: على تركيا أن تدرك جيداً، أن العراق رغم ما يمر به، لا يمكن أن يكون لقمة سائغة، لمن يفكر بإستغلال الوضع الراهن، واللعب على حساب أرضه ووحدته، لذا عليها أن تفكر الف مرة، قبل أن تنساق لأطماعها، التي لا يحمد عقباها، وتحافظ على حقوق الجوار بين البلدين.

أحدث المقالات