18 ديسمبر، 2024 7:58 م

وسائل الإعلام تقوم بهذين الدورين , ومن النادر أن تكون غايتها التوعية فقط , لأن معظمها ذات أجندات تعبوية , لصناعة الرأي المطلوب للوصول إلى الهدف المحسوب.
المواقع والصحف ومحطات التلفزة , ووسائل التواصل بأنواعها , تتحرك وفقا لآليات تعبوية , ولا يعنيها سوى كم من البشر سيقع في حبائلها , ويتمثل رؤاها وتصوراتها.
وهذا ينطبق على وسائل الإعلام العالمية , فهي ذات مناهج تعبوية واضحة وصارمة , ومن العسير عليها أن تكون رسالتها للتوعية وحسب , لأن توعية الشعوب تتسبب بأضرار وخسائر إقتصادية وتبديد للطاقات والقدرات , أما التعبئة فأنها كالتجارة والصناعة ذات ربحية عالية , بل كصناعة السلاح وتسويقه.
فالبشر يُعبّأ ضد البشر وفي ذلك ربح وفير , أما إذا تآخى فمجال الربحية قليل.
وبموجبه تدوم الصراعات لأنها نشاطات إقتصادية تدر أرباحا وفيرة على القائمين بإدارتها.
فالإعلام التعبوي طريقة سهلة لإستمالة البشر , وتحويله إلى طاقة فاعلة لتحقيق إرادة الآخر , الذي يعدّه لتنفيذ ما يريد , وفي الزمن المسمى بالديمقراطي , صار البشر أرقاما تُجمع وتطرح وتقسم على بعضها وتضرب ببعضها , والفاعل يجني أرباح ما يدور في ميادين إستعبادها بشتى الأساليب والأضاليل , وتلعب الأدينة دورا كبيرا في بعض المجتمعات.
فهل وجدتم إعلاما غير تعبوي؟
إننا نعيش في زمن فقدان البشر لإنسانيته وقيمته ودوره الحر , فالواقع يناقض الكلمات , والعبارات والشعارات والخطب والأقوال أقنعة لتمرير إرادة الشر.
فعن أي تسامح ومحبة وأخوة يتحدث المبشرون بسراب السعادة فوق تراب يتعطش للنجيع؟!!