البوصلة الغربية المضادة لنظام ملالي طهران تغيرت سريعا بعد استراتيجية الرئيس الامريكي ترامب تجاه الدكتاتورية الدينية فيما يتعلق بانتهاك روح الاتفاق النووي وتحديه الصارخ لقرارات مجلس الامن في شأن التجارب الصاروخية البالستية المحظورة بموجب تلك القرارات والتي تضمنها الاتفاق النووي مع خمسة زائد واحد.
لقد اعلنت اغلب الدول الغربية تأييدها لاستراتيجية ترامب وراحت معظم اللجان البرلمانية الغربية تناقش مجمل السيناريوهات المحتملة وتدين بشدة التجارب الصاروخية والتخصيب السري لليورانيوم وامتناع النظام عن السماح للجان التفتيش التابعة لمنظمة الطاقة النووية اضافة الى ملف حقوق الانسان والجرائم التي ارتكبتها الفاشية الدينية بحق الشعب الايراني وخصوصا مجزرة عام 1988 حيث اقدم النظام بفتوى من خميني على اعدام ثلاثين الف من المعارضين السياسيين الاعضاء في منظمة مجاهدي خلق دون محاكمات عادلة.
فقد ناقشت لجان برلمانية غربية هذه الملفات في كل من بلجيكيا وبريطانية وايطالية والمانية والعديد من الدول الاخرى واعلنت حكومات الاتحاد الاوربي صراحة تأييدها لقرارات ترامب والاجراءات اللاحقة لمواجهة تهديدات النظام الايراني للسلم والامن الدوليين وزعزعته لاستقرار الدول الاقليمية بعد ان اقدم على احتلال اربعة دول عربية ودعمه وتمويله للإرهاب العالمي وتأسيسه للميليشيات الإرهابية من قوت الشعب الايراني.
هذا التغيير المضاد يعود بنا الى اصل الاستراتيجية الامريكية التي تبناها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن ضد محور الشر الثلاثي العراق وايران وكوريا الشمالية وأضيف اليهم دكتاتور سوري المجرم.
فالعراق قد خضع مرغما وانتهى والقادم على ايران لا محالة مهما تفنن النظام وطغى واستهتر بمقدرات الشعوب الآمنة فأن النهاية باتت قريبة جدا في افق سماء ايران الحرة.
لقد بدأها السناتور المخضرم جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونكرس حينما زار المعارضة الايرانية في تيرانا والتقى بالسيدة رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وتبعته زيارة فريق من اعضاء لجنة الاستخبارات في الكونكرس الامريكي والتقوا ايضا بالمجاهدة الكبيرة مريم رجوي كل هذه المستجدات والمتغيرات في مصدر القرار الامريكي أفرزت الاستراتيجية الجديدة للرئيس ترامب التي باتت ارضية صلبة يقف عليها الغرب برمته من أجل درء شر وعدوان وارهاب النظام القمعي المتخلف حيث اجمعت البرلمانات في الاتحاد الاوربي على ضرورة الحد من تهديدات هذا النظام الدموي وانقاذ العالم من شروره بعد انتهاكه للاتفاق النووي من خلال اجراء تجارب على الصواريخ البالستية الحاملة للرؤوس النووية خلافا لبنود الاتفاق المذكور.
ان تعليق المصادقة على الاتفاق وتصنيف حرس خميني وشركائه وعملائه من الميلشيات ككيانات ارهابية كانت الخطوة الاولى التي تسبق العاصفة باتجاه التغيير الجذري لنظام الملالي ومحاسبته على كل الجرائم التي ارتكبتها داخل وخارج ايران هذا ما اكدته لجان البرلمان في اغلب الدول الغربية معلنة تأييدها المطلق لاستراتيجية الرئيس ترامب.