22 ديسمبر، 2024 2:53 م

التواصي بالإقتراب!!

التواصي بالإقتراب!!

منذ أن وُجدت الدول العربية بأنظمتها المتنوعة وهي في تنافرات وإختلافات وصراعات سلبية مختلقة , تهدف لتبديد الطاقات وإستنزاف القدرات وزهق أرواح الملايين من الأبرياء بحروب عبثية ونزاعات بهتانية , وكلها أدّت إلى ما وصلت إليه أحوال العرب بعد قرن من إنشاء أنظمتهم خصوصا في دول كالعراق وسوريا ومصر.
وقد إستثمرت القوى الطامعة بالعرب هذه التفاعلات وأججتها وحصدت من ورائها أرباحا هائلة , ونجحت في حرمان العرب من الإستثمار بثرواتهم وطاقاتهم الشبابية , ومنعتهم من تعزيز فكر البناء والعمران وأشاعت مفاهيم الخراب والتدمير الشامل للبنيان والإنسان.
كما أنها حققت أعظم الإنتصارات على العرب بتحويل دينهم إلى قوة سياسية للنيل منهم , والفتك بوجودهم وتعويقهم حضاريا وتسويغ فكرة التقهقر إلى الوراء , وتلميع شعارات الإسلام هو الحل , ومنذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى اليوم , كرَد إتلافي للأفكار التنويرية النهضوية التي جاء بها رواد النهوض العربي الداعين لثورة العقل.
واليوم تجدنا أمام حالة لم تحصل في تأريخ العرب المعاصر , وهو التقارب العراقي السعودي المصري , في سابقة إيجابية متميزة , وما هي متحققة بإرادة عربية وإنما بضغط أمريكي واضح , والهدف منها معروف , لكنها ستنفع العرب حتما وستساهم بالرفاه الإقتصادي والإستثمار الإيجابي مما سيحفز قدرات الوعي الإقتصادي , والفهم الحضاري لمعاني الحياة والقوة وأهمية العمل والإبداع , وتأهيل النفوس للوصول إلى آفاق التقدم والبناء الأصيل.
فهل أنها ستكون بداية للإنطلاق نحو تفاعلات جديدة جديرة بالألفة والأخوة العربية والمساهمة المتنوعة بالمشاريع والنشاطات الإقتصادية , التي تغيّر العقل العربي وتخرجه من ظلمات التغني بالأجداث ودفعه للتفاعل المنور بمفاهيم العصر ومنطلقاته الواسعة الآفاق.
وهذا يعني أن العرب سيدخلون في العصر وسيستشعرون حرارة التفاعل مع محفزاته ومعطياته , التي ستبني حياة أفضل وتمنحهم أحاسيس وقيم تفاعلية جديدة متوافقة مع إيقاعات الزمن الإنساني الحافل بالمنجزات المتميزة.
فهيا للنهوض , وأهلا بكل تفاعل عربي عربي إيجابي مهما كانت موجباته , فالمصلحة العربية العربية يجب أن تكون أولا وأولا أبدا!!
فهل ستسري في أعماق العرب يقظة الغيرة على مصالحهم؟