منذ فترة ليست بالقليلة والعلاقات الروسية العراقية غير مفعلة بحكم الوضع الامني والاقتتال الداخلي وهيمنة الولايات المتحدة الامريكية على اقتصاد العراق وتحكمها بسياسته الخارجية.
روسيا بلد كبير ومهم والعراق في هذه الفترة يحتاج الى تكاتف الجهود الاقليمية والدولية للخلاص من داعش وخطرها اضافة الى التخلص من الازمة الاقتصادية التي يمر بها البلد من جراء استشراء الفساد المالي وانخفاض اسعار النفط.
كل ذلك دفع العراق الى تفعيل علاقاته الخارجية لخلق استثمارات قوية وتقليل الخطر بما يعود بالنفع على جميع الشعوب ولان روسيا بلد مهم يمكن الاستفادة من خبراته في المجال الامني والاقتصادي لتخليص البلد منهما.
لذا كانت زيارة رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري الى موسكو ايجابية وفي وقتها الصحيح لزيادة التواصل وتمتين العلاقات بين البلدين خاصة وان العراق يعتبر نقطة ربط بين الشرق والغرب كما قال الجبوري.
وتكمن اهمية الزيارة في الملفات التي حملها الجبوري معه الى روسيا (سياسية واقتصادية وتسليحية) ولتفعيل اللجنة الروسية العراقية وتعزيز التعاون الثقافي والتعليمي من خلال توسيع فرص البعثات الدراسية وزيادتها اضافة الى اهمية الدعم الانساني ومساندة العراق في حربه ضد الارهاب ، وتوطيد العلاقات البرلمانية والتشريعية بين البلدين.
اضافة الى كسب موسكو الى جانب العراق في مجال التسليح والوقوف معه في حربه ضد تنظيم داعش ، وزياردة الاستثمار والاستفادة من خبرة روسيا في المجال الاقتصادي.
الجبوري التقى اثناء زيارته بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وبحث معه الوضع الاقليم وما تشهده المنطقة ، وقد اكدا على اهمية تعزيز العلاقات وتطويرها ، اضافة الى لقاء رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين.
العراق كبلد مهم اقليميا وعالميا لابد ان ينفتح على جميع الدول وروسيا منها، كذلك لابد ان يسعى العراق كبلد مستقل الى اعادة التوازن في علاقاته مع جميع الدول والانفتاح مع روسيا جزء من هذه السياسة وستكون له ايجابيات كبيرة في المستقل.
زيارة الجبوري لم تكن الا بداية لفتح الطريق لإعادة العلاقات العراقية الروسية الى سابق عهدها والتي سوف تعضد بزيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي في الايام القادمة.
الزيارة جاء لإيجاد حلول ممكن ان تقدمها موسكوا لما لها تأثير كبير على مجمل الاحداث في المنطقة والملف العراقي منها، ولانقاذ ما يمكن انقاذه جراء الانفلات الامني الذي يشهده البلد.