5 نوفمبر، 2024 11:03 ص
Search
Close this search box.

التهيأة لجولة سحل صاخبة للإطاحة بالعراق

التهيأة لجولة سحل صاخبة للإطاحة بالعراق

في عام 2003 أصدر الأمريكي بول بريمر الحاكم المدني للعراق أمر سلطة الإئتلاف المؤقتة رقم 35-18/أيلول/2003 (إعادة تشكيل مجلس القضاء)، حيث بهذا الأمر قام بفصل مجلس القضاء (المحاكم بأنواعها) و الإدعاء العام (المسؤول التنفيذي للحكومة لتطبيق القانون و إقامة العدل) و هيئة الإشراف القضائي (المسئولة عن الرقابة و الإشراف على حسن الأداء في المحاكم و الإدعاء العام) من وزارة العدل بعد أن كان كل منها كيان مستقل يمارس دوره وفق قانونه الخاص به، و جعل الإدعاء العام و هيئة الإشراف القضائي تابعان لمجلس القضاء و بذلك فقدا دورهما الوظيفي الفعلي، و كان هدف بريمر من ذلك تشكيل قضاء و إدعاء عام و إشراف قضائي يقاد من قبل شخص واحد هو رئيس مجلس القضاء الأعلى ليسهل السيطرة عليه من قبل المتنفذين لغرض أن يتغاضى عن فسادهم الذي يستبيح خيرات العراق، و هذا ما نراه واضحا ً في إعترافات السياسيين بإحالة آلاف ملفات الفساد على القضاء دون أن تحسم على الرغم من مرور سنوات طويلة على إحالتها إلى القضاء. و في هذا الشأن قال البرلماني السابق مشعان الجبوري بالحرف الواحد في لقاء متلفز (موجود على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=huUZsLSAAB4) بأن رئيس مجلس القضاء إذا قرر أن يفتح ملفات الفساد فإن الطبقة السياسية سيصوتون عليه و يطردوه من منصبه. طبعاً قرار بريمر هذا ليس من عنده بل تنفيذ لأجندة أمريكية و التي من ضمنها إعطاء كل حزب خمسة مليون دولار لإفتتاح محطة تلفزيونية فضائية و التغاضي عن حمل السلاح خارج إطار الدولة، و بهذا أسس كل حزب لنفسه و وجدت الطبقة السياسية نفسها متسيدة على الشعب العراقي لا تخشاه، و وصلت الحالة بالدولة العراقية من السوء بعدم الإستطاعة من توفير الرواتب للموظفين و بالتالي سوء الحالة المعاشية للشعب عموماً، و هذا أوصل الحالة بين الطبقة السياسية و الشعب إلى التناطح كما وصلت في أواخر النظام الملكي و أواخر النظام السابق. و كما إنتهى النظام الملكي و النظام السابق بإنقضاض الشعب على السياسيين و مؤسسات الدولة فسسينتهي هذا النظام بإنقضاض الشعب على السياسيين و مؤسسات الدولة، و لكن هذه المرة سيكون أكثر شراسة، و هذا ليس ببعيد فكما تدخلت القوى الخارجية لإسقاط النظام الملكي و النظام السابق فستتدخل لإسقاط النظام الحالي، فالقوى الخارجية لها أجندة في العراق و لا تتحقق إلاّ بتخريب العراق، و هذا سيتحقق ما دام الفساد سائد في المجتمع و عدم وجود إصلاح حقيقي على الأرض مصداقاً لقوله تعالى “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” (هود 117).

أحدث المقالات

أحدث المقالات