23 ديسمبر، 2024 11:02 ص

التهويل الإعلامي .. في ظل تقدم الجيش

التهويل الإعلامي .. في ظل تقدم الجيش

اليوم وما يشهده العصر الحديث، من التطور الحاصل في مجال الإعلام، من سرعة في نقل المعلومة ووصولها إلى المتلقي، وخاصة بعد إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي، في تغطية الأحداث الجارية على الصعيد العالمي، وتمكن العصابات الإرهابية بإستغلالها بشكل يخدم مصالحها، والتي ترمي إلى السيطرة على المنطقة برمتها، وزرع بذور الخوف في أفئدة الناس .
صانعوا السياسية العالمية، أو الدول التي تفرض سياساتها على الشعوب النامية، لكي تجعل منها دمية تعلب بها متى تشاء، تمتلك أساطيل من المؤسسات الإعلامية تحركها حيث تشاء ومتى ما أرادت ذلك، فاللعبة الجارية الآن في الشرق الأوسط، إستغلت بعض المؤسسات الإعلامية، لنقل صورة تختلف عن الواقع، لإيصال ما تريده بعض الدول الإقليمية، الحرب التي تخوضها القوات المسلحة والتقدم الكبير الذي تحرزه على أرض المعركة، لا يعجب كثير من الدول الإقليمية، بسبب العمل على سحب البساط من تحت أقدامهم .
بعد الإنتصارات المتحققة من قبل القوات المسلحة، التي إنطلقت بصورة مباشرة من محافظة ديالى، وفك الحصار عن ناحية أمرلي، الذي فرض  من قبل تنطيم داعش الإرهابي، وتطهير الضلوعية التي أختلط تراب أرضها بالدم العراقي، بمختلف تنوعه الطائفي تجسيدا لروح الوحدة واللحمة الوطنية، وفي حين تتجه أنظار القوات التي تجحفلت لتحرير الأراضي المتبقية والواقعة تحت سيطرة تنطيم دولة الخلافة .
جرى في الآونة الأخيرة، الحديث عن سقوط العاصمة العراقية بغداد، أو بصورة أدق وصول الجماعات المسلحة المتمثلة بعصابة داعش إلى أسوار العاصمة، وقيام بعض المتطرفين داخلها على إحتلال مناطق ذات لون طائفي معين، وتنفيذ العمليات بشكل مؤثر، كان تهويلا يراد منه العمل على الحد من الإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة وسرايا الحشد الشعبي على الأرض .
يراد من التهويل الإعلامي، الإيحاء بعدم تمكن القوات العراقية على القضاء على تنظيم داعش، أو حتى حماية مدنهم، لذا فهي تريد أن  توضح للرأي العام والداخلي، إن عراقيين بحاجة إلى قوات برية من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية، وهذا أمر رفضته المرجعية الدينية وشتى القوى الوطنية، وبالتالي فإن عودة القوات الأجنبية إلى العراق يعني إنتهاكا للسيادة الوطنية، وهذه القوات لا تأتي بدون ثمن أو مقابل .
تمزيق الصف واللحمة الوطنبة، هي ما تخطط إليه الجماعات الإرهابية، ومن يقف خلفها من مافيات المال التي تدعمها وبكل قوة، من أجل تقسيم العراق أو بالأحرى تفتيت الدول الإسلامية إلى دويلات طائفية، لا تخدم سوى الدويلة حديثة الولادة، لكن مع الإصرار وتوحيد الكلمة والوقوف صفا متراصا بوجه هذه المخططات ستفشل من يقف خلفها .