من الصعب إن لم نقول من المستحيل على القادة والمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية التخلص من عقدة وکابوس منظمة مجاهدي خلق التي تلاحقهم وتقض من مضجعهم وخصوصا بعد أن نجحت هذه المنظمة من أن تلفت أنظار العالم إليها وتکسب ثقته بعد أن أثبتت بلغة الادلة والارقام من إنها ليست تناضل من أجل حرية الشعب الايراني والتغيير الجذري في إيران فقط بل إنها تناضل أيضا من أجل الانسانية ووضع حد للدور التخريبي العدواني الشرير لهذا النظام.
إتهام النظام الايراني لمنظمة مجاهدي خلق بضلوعها في اغتيال العالم الإيراني النووي محسن فخري زاده، ليس بموقف جديد على هذا النظام فهو قد دأب وعند حدوث أية أحداث وتطورات غير عادية تکشف وتفضح عجزه وضعفه الى إستخدام شماعة مجاهدي خلق لکي يعلق عليها کل أسباب فشله وإخفاقه وضعفه وإن منظمة مجاهدي خلق التي أثبتت وتثبت بأنها أکبر وأقوى معارضة سياسية ـ فکرية ضد هذا النظام وإن دورها وحضورها وتأثيرها ليس بالامکان تحديده أو تحجيمه، بل إن الذي يرعب النظام ويجعله يشعر بالهلع هو إن المنظمة کانت قد حذرت العالم في الاعوام السابقة من الدور المشبوه لفخري زادە ومايمثله من تأثير على صعيد البرنامج النووي للنظام.
التهمة الجديدة الموجهة لمجاهدي خلق، هي إمتداد لسلسلة طويلة من التهم التي دأب هذا النظام على توجيهها للمنظمة خصوصا بعد أن أثبتت ومن خلال نضالها المستمر والمتواصل وغير المنقطع في سائر أرجاء إيران بعزمها على مواصلة مواجهة هذا النظام من إنها القوة السياسية ـ الفکرية الفعالة التي لايمکن أن تکل أو تمل مهما ساءت الظروف وضاقت السبل ووالذي يلفت النظر کثيرا بأن مجاهدي خلق لاتأبه ولاتکترث لما قد تعود عليه النظام من توجيه التهم لها دونما روية وتريث، بل إنها واصلت مسيرتها النضالية ولم تهتم لذلك وقد کان ولايزال هذا الامر هو واحد من أسرار نجاحها المستمر في مواجهتها ضد النظام.
منظمة مجاهدي خلق التي طالما نبهت وحذرت من الدور المشبوه لهذا النظام على مختلف الاصعدة وبشکل خاص على صعيد برنامجه النووي ومساعيه من أجل إنتاج القنبلة الذرية، فإن إغتيال وتصفية فخري زادە الذي کانت المنظمن قد حذرت منه قبل الجميع ووضعته في دائرة الضوء مع وجوه أخرى في النظام، يٶکد بأن هذه المنظمة لاتتحدث من تلقاء نفسها ولاتعلن أمرا من دون التأکذ الکامل منه، وإن ذلك يثبت مرة أخرى مصداقية المنظمة في کل ماأعلنته وتعلنه بخصوص هذا النظام.