23 ديسمبر، 2024 2:00 م

التهديد والوعيد      

التهديد والوعيد      

شاءت الصدف السعيدة ان اتوجه لحضور احتفال احدى الجامعات بيومها السنوي  في بغداد قبل ايام وكنت أمني النفس وانا في الطريق بيوم  ربيعي جميل انفض من خلاله ضغط العمل وارهاصاته  خصوصا ان ايامنا في هذا الزمن كلها منغصات ومطبات !!  فرحت كعادتي اقرأ بعضا من اذكار الصباح ومتعوذا من شر الشيطان الرجيم , هذا ان لم يكن الشيطان هو من يتعوذ من شرنا نحن بنى البشر !! المهم وصلت بسيارتي  البوابة الرئيسيه في الجامعه  وطرت فرحا حينما عرفنى موظفو الاستعلامات ورحبوا بي كثيرا  وتصورت نفسي فارس بني حمدان  ولكننى  حينما عبرت البوابة تفاجأت بكتيبة من رجال ضخام ذوي عضلات مفتولة , متجهمين الوجوه لا يبتسمون ابدا كأنما مكتوب على جباههم للقتل فقط !!  وكأننى في فلم اكشن هوليودي وهم يغلقون الطريق المؤدي الى مكان الاحتفال داخل الجامعة ؟؟ صاح بي احدهم ممنوع الدخول الى مكان الاحتفال الا راجلا  ؟؟ اصررت ان ادخل بسيارتي  واصر الحارس على منعي  بل وحمر عينيه وتطاير الشرر منهما وقطب حاجبيه  ورحت اصر اكثرعلى الدخول فما كان منه الا ان صرخ بي صائحا) : انت ماتعرف اني منو  ؟ , معقولة انت ماشايفني  من قبل  ) ؟؟ واتبع كلامه انه سيضطر الى التعامل بطريقة مختلفة معي ان لم اختف من امامه صرت لوهلة أفكر في سري طبعا ياترى من يكون؟ فهو لايشبه هتلر ولا موسولينى ولا حتى  فريد شوقى !! المهم تنحيت بسيارتى جانبا وتوقعت ان الضيف المهم المنتظر هو واحد من اثنين اما رئيس الوزراء او رئيس البرلمان اعتمادا على عدد افراد  الحمايات الكبير؟ وما هي لحظات حتى ظهرت سيارات الضيف التى دخلت مسرعة واذا به رئيس مجلس احدى المحافظات التي هرب كل مسؤوليها وتركوا جمهورهم دون مأوى بالعراء نازحين بينما سكنوا هم شارع الاميرات بالمنصور ؟ ورحت اتساءل اي كارثة حلت بالبلد حتى يصل النفاق بنا ان نمنع المثقفين و اصحاب الشهادات والعلماء من تصدر المشهد ليحل محلهم  خريجوا محو الامية ومقاولو الفساد وسياسيو الصدفة ؟؟ .المهم تركت الاحتفال حانقا لاعنا ( ساعة السودة ) التى توجهت فيها الى الاحتفال رغم انني اعرف مسبقا ان الاحتفال عبارة عن عدد من البالونات الملونة وشريط احتفال ومقص وكم صورة على كم حركة بهلوانية  ممزوجة بكم هائل من نفاق مكشوف لصاحب الامر في استعراض سخيف ممل متكرر قد لا يعلم اصحابه انهم صاروا محل سخرية كل الجامعة ؟؟ . وصلت سيطرة امنية في طريق عودتي من الجامعة  فأشار أحدهم علي ان اتوقف للتفتيش  وطلب كل الاوراق اللازمة  وغير اللازمة وعندما لم يجد ما يثير قلقه تمعن بوجهي لبرهة ثم اردف متسائلا ( وين شايفك  اني ؟ وجهك مو غريب علية ) ثم استمر متهكما ومتوعدنى بحركات سخرية من جنابي الكريم صائحا بي ( وجهك مو راحة ) ؟؟ فتبسمرت في مقعدي ثم سألته كيف تتهمني جزافا , اليس من صيغة علمية لاتهام الناس؟؟ فأنزعج لكلامي وصرخ بي : ترة انت ماتعرفني اني منو ) ؟؟ فأستغربت  وقلت انا اعرفك ,فأنت رجل امن لك كل الاحترام ولكنه انزعج اكثر وامرني ان اترجل ولولا تدخل الضابط الذي وجه اللوم للرجل واعتذر مني وكان في غاية اللطف معي لحصل الاسوأ لي !! حمدت  الله على كل حال ورحت اتسائل  بأي وجه صبحت اليوم , وتذكرت ان اول وجه رايته كان وجهي في المرأة وانا امشط شعري !!.ثم تحركت بالسيارة بعيدا متوجها الى السوق وماهى الا لحظات حتى رن الموبايل واذا باحدهم كنت قد تناولته بالنقد في احدى المقالات وهو يعاتب ويتوعد ويهدد ويزمجر لدرجة خفت على سماعة الموبايل ان تنفجر ولم يعطنى فرصة للكلام والرد , ثم ختم صراخه بالقول ( ابتعد عني لان انت ماتعرفني انى منو) !! لقد كرر نفس العبارة المشؤومة التي تدل على ان المجتمع في ازمة حانقة ولايمتلك اسلوبا حضاريا للحوار وأيقنت اننا نحتاج ثقافة التخاطب المحترم بعيدا عن اساليب استعراض القوة ولغة التهديد والوعيد وماسبب هذا الحوار المأزوم الا نتيجة ماعانيناه من ازمات وحروب وكوارث متعاقبة القت بظلالها على ثقافة الحوار وجعلتنا كأننا في غابة وتعكس الازمة النفسية التي نعيشها وحالة القلق والخوف التي لازمتنا منذ الولادة فأنعكست على كل حياتنا . المهم وصلت السوق ورحت اتبضع من الخضري بعض الفاكهة الا ان تفاجأت بزيادة كبيرة في اسعار بضاعته مقارنة باسعاره قبل يومين فسألته : لم هذه الزيادة في أسعارك ؟؟ فرد بأنزعاج ونبرة صوت قبيحة 🙁 الي مايعجبه لا يشتري ويدوخني , روح شوف غير محل ) هنا ماكان مني الا ان صرخت به بصوت عال 🙁 انت  ماتعرفني اني منو , معقولة انت ماشايفني قبل ) ؟؟؟