18 ديسمبر، 2024 6:25 م

التهديد والتهديد المقابل بين امريكا وايران

التهديد والتهديد المقابل بين امريكا وايران

مؤخرا توترت العلاقة بين ايران وامريكا والتي هي اصلا متوترة، بعد مقتل ثلاث جنود امريكيين، وجرح اربعين، في هجوم بمسيرة على القاعدة الامريكية في التنف الواقعة في المثلث السوري العراقي الاردني. بايدن هدد ايران او انه وعد ايران بعد ان اتهمها بالوقوف وراء الهجوم على القاعدة المشار لها في هذه السطور. من المؤكد ان امريكا سوف ترد على هذا الهجوم، فليس امام بايدن الا الرد والا سوف يفقد الكثير من شعبيته وهو على ابواب الانتخابات، كما ان امريكا؛ من غير الممكن ان لا ترد على هذا الهجوم حفظا لماء وجهها اولا ولهيبتها في العالم ثانيا. مسؤولو امريكا؛ أكدوا على اهمية الرد الامريكي، بالإضافة الى وزير الدفاع الامريكي الذي؛ قال مؤخرا بان امريكا سوف ترد بضربات وعلى فترات، وبالتعاقب. حسين سلامي قال؛ ان ايران سوف ترد ردا حاسما اذا ما تعرضت الى هجوم او تعرضت مصالحها في اي مكان الى هجوم، واضاف حسين سلامي من ان امريكا كانت قد خبرت ايران ونحن وهم نعرف بعضنا البعض. على هذا الاساس يبدوا ان الاوضاع بين امريكا وايران هي في توتر شديد في هذه الايام. في رايي المتواضع ان امريكا بايدن او امريكا ترامب، اي امريكا بإدارة ديمقراطية او بإدارة جمهورية؛ سوف لن تضرب ايران حتى ولو بطلقة مسدس وما اعنيه هنا هو ضرب العمق الايران اي داخل الجغرافية الايرانية، هذا امر مستبعد كليا من وجهة نظري المتواضعة؛ ليس لعدم قدرة امريكا على ذلك او لقوة ايران في الرد المقابل، بل لأسباب اخرى، تختلف كليا عن هذه الاسباب، التي لامجال للخوض فيها، في هذه السطور المتواضعة. ان امريكا كما قلت في اعلى هذه السطور؛ لن ترد على ايران في الداخل الايراني، لكنها سوف ومن المؤكد؛ ترد. ان الرد الامريكي وبرأيي المتواضع لن يكون في سوريا؛ لأن الكيان الاسرائيلي هو من يتكفل بها كما تكفل بها في السنوات السابقة. ان الرد الامريكي سوف يكون في العراق تحديدا، وسوف يكون الرد على مراحل وبفترات زمنية متقاربة؛ كون العراق هو المجال الاكثر ضعفا، بسبب التدخل الامريكي، والمأجورين من اعوان امريكا في الداخل العراقي، من اصحاب القرار والتأثير سواء في الحكومة او في مكان اخر يقع في خانة القرار السياسي، وايضا الفساد.. كما انه الاكثر لجهة؛ المسوغات والاسباب.. العراقيون يريدون ويسعون بكل الوسائل والطرق المتاحة الى تحرير بلدهم، اي بلدنا من الوجود الامريكي، تحت اي مسمى وشكل ومظهر، تختفي فيه؛ الهيمنة الامريكية المنظورة وغير المنظورة، وبالتوازي السعي لبناء علاقة متوازنة حقيقية بين العراق وامريكا، وليس مظهرية، تختل بين طياتها الاصابع الامريكية والعيون الامريكية، غير الشرعية في الشأن العراقي الداخلي. امريكا لا تريد ان تكون العلاقة بين الدولتين علاقة متكافئة، بل تريد لها ان تكون علاقة من نوع اخر، ليس له صلة بالعلاقات المتكافئة بين كل الدول والشعوب في المعمورة. ربما كبيرة جدا؛ ان امريكا سوف وفي الايام القليلة المقبلة؛ تنفذ ما وعدت به، ردا على ما تعرض لها برج المراقبة 22في قاعدة التنف الامريكية، إنما وفي الوقت ذاته سوف تكون محدودة ومسيطر عليها؛ لأن مصلحة امريكا حاليا تستوجب منها التصرف بروية وحكمة؛ لأن كل اوضاع المنطقة العربية وفي جوار المنطقة العربية، دول الجوار الاسلامي؛ ليست في صالح امريكا، وايضا الاصطفافات الدولية.. امريكا وفي حركة وتصرف استباقي، يحمل بين ثناياه رسائل تهديد مبطنة للحكومة العراقية وللعراق دولة وشعب؛ قامت الخزانة الامريكية؛ بمعاقبة النظام المصرفي العراقي( مصرف الهدى) بحجة ان هذه المصارف ومنها المصرف موضوع العقوبة الامريكية؛ من انه يوفر المال وما اليه للمقاومة العراقية، التي تبذل جهدا من اجل اخراج القوات الامريكية من ارض العراق. ان هذه الساسة الامريكية تجد لها البعض من الصدى؛ ترويجا ومهادنة عبر وسائل الاعلام والفضائيات، والذي يعاونها في التأثير؛ ظروف الفساد المستشري في البلد، والذي تجاهد حقا حكومة السوداني بمحاربته ومحاولة استأصله من جذوره؛ انها كلمة حق يراد بها الباطل لناحية غسيل الاموال حصرا، وليس الدعم المالي للمقاومة، فهذا الامر له شكل اخر من القراءة العراقية، مختلف عن القراءة الامريكية. هنا من المهم جدا؛ التأكيد على ان هذه السطور المتواضعة ليست بصدد الدفاع عن الفساد والمفسدين، وليست ايضا الدفاع عن التدخل الاقليمي من اي جهة كانت؛ لكنها دفاعا عن كل عراقي؛ حزبا او كتلة او قوة سياسية او غيرهم وتحت اي عنوان كان من التي؛ تبذل كل ما عز على النفس؛ لإخراج القوات الامريكية من ارض العراق..